الفصل السابع عشر
*إمبراطورية المغول فى الهند
[٩٣٢ - ١٢٧٥ هـ = ١٥٢٦ - ١٨٥٨ م].
النشأة والتكوين:
ترجع نشأة المغول إلى «عمر شيخ» الذى تولى إمارة «فرغانة»، ثم
دخل فى حروب طويلة مع جيرانه وأصهاره المغول، وإخوته الأتراك،
لتوسيع أملاكه، ثم تُوفى فى عام (٨٩٩هـ = ١٤٩٣م)، نتيجة سقوطه
من فوق حصن له، وخلفه ابنه «ظهير الدين محمد بابر»، وكان عمره
اثنتى عشرة سنة آنذاك، وحكم سلاطين الإمبراطورية المغولية
«الهند» نحو ثلاثة قرون.
الوضع الداخلى:
ولد «ظهير الدين بابر» فى عام (٨٨٨هـ = ١٤٨٢م) بإمارة «فرغانة»
التى كان يحكمها والده، ثم أخرجه منها «الأزبك» و «الشيبانيون»،
فاتجه إلى «أفغانستان»، واستولى على «كابل» فى عام (٩١٠هـ
= ١٥٠٤م)، ثم استولى على «قندهار» فى عام (٩١٣هـ = ١٥٠٧م)،
ومن ثم عقد العزم على غزو «هندوستان»، والاستيلاء عليها، وأعد
العدة لذلك، ثم خرج بقواته وجيوشه، وبصحبته قادته الأتراك الذين
أطلق عليهم اسم «المغول»، وقصد «هندوستان»، فغزا «البنجاب»
واستولى على «لاهور» فى (السابع من شهر رجب سنة ٩٣٢هـ = ٢٠
من إبريل سنة ١٥٢٦م)، وانتصر على «إبراهيم اللودى» وقضى على
اللوديين فى معركة «بانى بت»، وتمكن من السيطرة على «دهلى»
و «آكره»، ثم واصل زحفه إلى «هندوستان»، وسيطر على شمالها
من «نهر السند» إلى سواحل «بنكاله»، ولكن وافاه أجله فى عام
(٩٣٧هـ = ١٥٣٠م)، قبل أن يدخل «بنكاله»، و «كجرات»، و «مالوه».
كان «ظهير الدين» قد بعث بابنه «همايون» على رأس الجيش
للاستيلاء على «آكره»، فاستولى عليها، وعلى كنوزها الثمينة
التى كانت تضم جوهرة «كوه نور» أثمن جوهرة فى العالم، فأثار
ذلك ملوك الهندوس، فتحالفوا ضده، إلا أنه تمكن من الانتصار عليهم،
فى معركة «رانا سنك»، وأسس «بابر» دولته، واهتم بالإصلاحات
الداخلية فيها.
خلف «ناصر الدين هُمايون» أباه «ظهير الدين بابر» فى التاسع من
جمادى الأولى عام (٩٣٧هـ = ١٥٣٠م)، وكان عمره آنذاك تسعة