[*اليمامة (معركة)]
اليمامة مصطلح جغرافى قديم، يشمل المناطق الشرقية من شبه
الجزيرة العربية التى تقع فيها الآن مدينة «الرياض» عاصمة
«المملكة العربية السعودية». ووقعت معركة «اليمامة» نفسها
فى مكان قريب من هذه المدينة. عندما مات النبى - صلى الله عليه وسلم - واستخلف أبا
بكر الصديق، رضى الله عنه، ارتدت بعض القبائل وامتنعت عن
دفع الصدقات، وادعى مسيلمة الكذاب النبوة، فأرسل «أبو
بكر» «عكرمة بن أبى جهل» و «شرحبيل بن حسنة» للوقوف فى
وجه «مسيلمة الكذاب»، ولم يأمرهما بقتال؛ لكنهما تعجلا
مخالفين أوامر الخليفة، واشتبكا مع «مسيلمة» فى حرب لم
يصمدا فيها، وعادا منهزمين، ولعلهما أرادا أن يتشبها بخالد بن
الوليد حتى يحوزا أكاليل النصر، كما حازها هو. وما إن وصلت
أنباء هزيمتهما إلى «أبى بكر» حتى غضب غضبًا شديدًا، وطلب
منهما ألا يعودا إلى «المدينة»، وقرر فى الوقت نفسه أن يرسل
«خالد بن الوليد» إلى «اليمامة» للقضاء على فتنة «مسيلمة»،
فهو أصلح الناس لهذه المهمة. وكان «خالد» قد فرغ من القضاء
على فتنة المرتدين من «بنى أسد» و «غطفان» و «تميم»،
فجاءته أوامر من «أبى بكر» بالتوجه إلى «اليمامة» للقضاء
على فتنة «مسيلمة الكذاب». امتثل «خالد بن الوليد» لأوامر
الخليفة، وسار فى صحراء وعرة نحو ألف كيلو متر، حتى التقى
بجيوش «مسيلمة» - وكانت نحو أربعين ألفًا - فى مكان يسمى
«عقرباء» فى حين كانت قوات «خالد» تبلغ نحو ثلاثة عشر
ألفًا، فيهم عدد كبير من المهاجرين والأنصار، ودارت الحرب بين
الفريقين، وكانت حربًا شرسة، اشتدت وطأتها على المسلمين
فى البداية، وكادوا ينهزمون، لولا أن زأر «خالد» كالأسد
الهصور، ونادى بأعلى صوته «وامحمداه»، وكان شعار
المسلمين فى المعركة، فاشتعلت جذوة الإيمان فى القلوب،
وهانت الحياة على النفوس، وأقبل المسلمون على القتال دون
خوف أو وجل، طمعًا فى النصر أو الشهادة، وصبروا لأعداء الله