للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*أبو بكر الصديق]

هو «عبد الله بن عثمان بن عامر»، من قبيلة «تيم بن مرة بن

كعب»، وفى «مرة بن كعب» يلتقى نسبه مع نسب النبى - صلى

الله عليه وسلم -، وأمه «أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر»،

تميمية كأبيه وكنيته: «أبو بكر»، ولقبه: «عتيق». ولُد «أبو

بكر» سنة (٥٧٣م) بعد مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة

أعوام، ونشأ فى «مكة»، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه

لغير واحد من الأمر؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته. وعُرف «أبو

بكر» بترفعه عن عادات الجاهلية، وما كانوا يقترفونه من مجون

وشرب خمر، وارتبط قبل البعثة بصداقة قوية مع رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -، وكان الاتفاق فى الطباع وصفاء النفس

من أقوى الروابط بين النبى و «أبى بكر». تُجمع مصادر السيرة

والتاريخ على أن «أبا بكر» كان أول من أسلم وآمن بالنبى

- صلى الله عليه وسلم - من الرجال الأحرار، وكان لسلامة فطرته

التى كانت تعاف ما عليه قومه من عبادة الأوثان أثر فى تبكيره

بالدخول فى الإسلام، وما إن دعاه النبى - صلى الله عليه وسلم -

إلى الإسلام حتى أسلم على الفور؛ لثقته بصدق النبى - صلى الله

عليه وسلم - وأمانته، يقول النبى - صلى الله عليه وسلم -: «ما

دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة - تأخر فى

الإجابة- إلا ما كان من أبى بكر بن أبى قحافة، ما عكم عنه -

تأخر عنه - حين ذكرته له، وما تردد فيه». ومنذ أن أسلم وهو

يهب نفسه وماله لله ورسوله، فكان يشترى من أسلم من العبيد

الذين كانت «قريش» تعذبهم، ويعتقهم كبلال بن رباح، وكان

يذود عن النبى - صلى الله عليه وسلم - بكل ما أوتى من قوة،

فيروى «البخارى» عن «عبد الله بن عمرو ابن العاص» قوله:

«رأيت عقبة بن أبى معيط جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -

وهو يصلى، فوضع رداءه فى عنقه، وخنقه به خنقًا شديدًا،

فجاء أبو بكر - رضى الله عنه - حتى دفعه عنه، فقال: أتقتلون

رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم». [صحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>