[*صنعاء]
عاصمة الجمهورية اليمنية، ومن كبرى مدنها. تقع فى وسط
الهضبة اليمنية على سفح جبل نقم. يبلغ عدد سكانها نصف
مليون نسمة. وكانت تُسمَّى أزال، وكانت مساحتها أقل مما هى
عليه الآن، وقد حكمتها الدولة الحميرية والحبشية والفرس قبل
الإسلام. ويرجع اتساعها إلى العهد العثمانى؛ حيث بنيت فيها
مساكن موظفى الدولة ومنازل الأئمة وقصورهم وبساتينهم.
وكانت مدينة مهمة فى عصر صدر الإسلام؛ فقد سكنها كثير من
الصحابة وبنوا بها المساجد والجوامع، فازدهرت بها العلوم
الإسلامية، وظهر بها الفقهاء والعلماء والمحدثون. وقد توسعت
الإنشاءات المعمارية بها فى عهد الدولة الهمدانية فى القرن (٦هـ
= ١٢ م)، والدولة الأيوبية فى القرن (٧ هـ = ١٣ م)، والعهد
العثمانى فى القرن (١٠ هـ = ١٦ م)؛ إذ أنشئ فيها حى بير
العزب وحى قاع اليهود فى الجانب الغربى منها. ومنذ سنة (٩٤٥
هـ = ١٥٣٨ م) حتى سنة (١٠٤٠هـ = ١٦٣٠ م) أصبح الأئمة
رؤساء دينيين فقط، ولما انسحب الأتراك منها أصبح للأئمة
اليمنيين سلطانهم الكامل فى اليمن سياسيًّا ودينيًّا، ولكن
بعودة الأتراك إليها ثانيًة سنة (١٢٨٩هـ = ١٨٧٢ م) لم تعد لهم
سلطة سياسية. وهى من المدن المليئة بالآثار الإسلامية وغير
الإسلامية؛ ولهذا صدر قرار من مجلس الوزراء بتشكيل لجنة
للمحافظة على تراثها سنة (١٤٠٥هـ = ١٩٨٤م). ومن أشهر
علمائها وأدبائها: عبد الرازق بن همام، ووهب بن منبه،
والحسن بن أحمد الهمدانى، وعلقمة ذوجدن، ووضاح اليمن.