[*أثينا]
عاصمة اليونان. تقع على دائرة عرض (٣٨ْ) شمالا، وبين خطى
طول (٣٢ْ)، و (٢٣ْ) شرقًا. مناخها حار جاف صيفًا، دافئ ممطر
شتاءً، وعدد سكانها يقدر بنحو (٦٢٥) ألف نسمة، لكن إذا
أضيف إليها ميناء بيرايوس وعدة ضواحٍ حولها فسيزيد عدد
سكانها ليصل إلى (٢.٨) مليون نسمة. أهم الأنشطة الاقتصادية
فيها صناعة المنسوجات والآلات. وهى من أقدم مدن العالم؛ إذ
أُسست فى أثناء حكم ميكروبس منذ عام (١٥٨٢ ق. م)، واشتهرت
بعلومها وفنونها وآدابها، وارتبطت بها أسماء كثير من
الفلاسفة والأدباء، أمثال: سقراط وأفلاطون وثوكيديس
وأرسطو طاليس وليسياس، وغيرهم. وقد قامت بين أثينا وبلاد
الشام ومصر والعراق والجزيرة العربية علاقات تجارية
وسياسية، ثم اضطربت أحوال المجتمع، فعندما ظهرت أول
حكومة فيها عام (٦٨١ ق. م) عرف المجتمع الأثينى الطبقية ممثلة
فى طبقة النبلاء وطبقة الصناع وطبقة المزارعين وطبقة العمال
المأجورين، ثم قام بعض الزعماء بحركات إصلاحية، إلى أن
خضعت البلاد لحكم المقدونيين ثم الرومان ثم البيزنطيين، حتى
قامت الحروب الصليبية وسقطت القسطنطينية سنة
(٦٠١هـ=١٢٠٤م)، وقُسمت بلاد اليونان بين الأمراء الفرنسيين.
وكان أول اتصال بين أثينا والمسلمين عام (٢٨٣هـ=٨٩٦م) حين
دخلها المسلمون لأول مرة، ولم يقيموا فيها إلا فترة قصيرة،
وفى عام (٨٠٠هـ=١٣٩٧م) دخلها السلطان بايزيد الأول، لكن
الإسلام لم يستقر فيها إلا فى عهد السلطان محمد الثانى الملقب
بالفاتح؛ إذ دخلها عام (٨٦١هـ=١٤٥٦م)، فعامل أهلها بحلم
ورفق، وخلصهم من المظالم، وطبق تعاليم الإسلام فيها، فنعمت
بنور الإسلام قرابة أربعة قرون، وتحدث أهلها اللغتين العربية
والتركية. وفى عام (١٢٤٨هـ=١٨٣٢م) نجحت المؤامرة الأوربية
الصليبية التى اتفق عليها فى مؤتمر لندن الذى 'عقِد سنة
(١٢٤٦هـ=١٨٣٠م)، فى فصل أثينا وبلاد اليونان عن الخلافة