[*سلانيك]
مدينة يونانية تقع شمال شرق اليونان على خليج سالونيك،
وتقوم على جزيرة صغيرة فى بحر إيجة. تأسست نحو سنة (٣٥١
ق. م)، وشهدت ازدهارًا فى فترة حكم المقدونيين لليونان، وقد
خضعت فى فترة من تاريخها لحكم الرومان ثم البيزنطيين ثم
استولى عليها نورمان صقلية سنة (١١١٥ م)، ثم فتحها
العثمانيون الأتراك سنة (١٣٨٦ م) فى عصر السلطان مراد خان
الأول، ثم استعادها البيزنطيون مرة أخرى وتركوا بها حامية
عجزت عن حمايتها، فاستولى عليها البنادقة سنة (١٤٢٥ م)، ثم
استعادها العثمانيون سنة (١٤٢٩ م) فى عصر السلطان مراد
الثانى، وشهدت فى العصر العثمانى ازدهارًا فى شتى
المجالات. ومنح السلطان جميع الجنسيات بها الحرية الدينية
وحرية التعليم، فنشأ بها العديد من المنشآت كالمساجد
والكنائس والمدارس، وصارت سالونيك ثانى الموانئ العثمانية
فى أوربا بعد إستانبول. وفى سنة (١٤٩٢ م)، بعد طرد اليهود
والمسلمين من الأندلس، استقرت جماعة كبيرة من اليهود
بسالونيك. وهم الذين أطلق عليهم يهود السفارديم، الذين ظهرت
منهم بعد ذلك طائفة يهود الدونمة التى لعبت دورًا كبيرًا فى
سقوط الخلافة العثمانية. وفى نهاية القرن (١٩م) وبداية القرن
(٢٠م) تمت جميع التدابير والسياسات المعادية للخلافة بسالونيك
بزعامة اليهودى إيمانويل قرة صو، كما كانت سالونيك مقرًّا
لجمعية الاتحاد والترقى وحزب تركيا الفتاة. وقد انتهت سيادة
العثمانيين على سالونيك سنة (١٩١٢م) وعادت لسيادة اليونان.
وتعرضت سالونيك لأضرارٍ جسيمة أثناء الحربين العالميتين
الأولى والثانية، ثم عاد إليها الازدهار والنمو بعد الحرب العالمية
الثانية حتى صارت أشهر المدن اليونانية بعد أثينا. وهى الآن
مركز صناعى مهم لصناعة المنسوجات، والسجائر، والآلات،
والأدوات، والصناعات الجلدية.