[*الأفشارية]
لم يستمر حكم الأفاغنة طويلا؛ إذ استعان الشاه «طهما سب
الثانى» - على دفع تهديد الأفغان- بالقوى المحيطة، فأسرعت
«روسيا» إلى مساعدته فيما طلب، نظير السماح لها بدخول
«استراباد»، وهكذا تمكن الروس من وضع أقدامهم فى هذه
المناطق. ثم ظهرت قوة جديدة حكمت فى الفترة من سنة
(١١٤٨هـ = ١٧٣٦م) إلى سنة (١٢١٠هـ - ١٧٩٦م) عرفت باسم
الأفشارية، واستطاع «نادر شاه الأفشارى» أن يقضى على
حكم الأفغان، ويخلع الشاه «طهماسب الثانى» ويسجنه مع طفله
الرضيع «الميرزا عباس الثالث»، ثم أعلن تتويجه ملكًا على
«إيران» فى سنة (١١٤٨هـ = ١٧٣٦م)، وظلت أسرته تحكم أكثر
من ستين عامًا، أى إلى سنة (١٢١٠هـ = ١٧٩٦م)، وقد اتسم
حكم «نادر شاه» بالسطوة والعنف ضد الرعية، مما أسرع بقتله
على يد أحد ضباطه، فأدى ذلك بدوره إلى ظهور «الزنديين»،
وأصبح زعيمهم «محمد كريم خان» شاه «إيران» فى سنة
(١١٦٣هـ = ١٧٥٠م)، ولكن هذه الأسرة لم تستطع مد نفوذها إلى
«خراسان» التى كانت فى قبضة «شاه رخ» الإفشارى، وبقيت
هذه الأسرة الزندية فى الحكم مدة خمسين عامًا، حتى قُتل آخر
حكامهم «لطف على» على يد «آقا محمد القاجارى» فى الرابع
عشر من المحرم عام (١٢١١هـ = ١٧٩٩م)، فظهرت الأسرة
القاجارية.