الفصل الثاني
*نشأة الرسول
نسب الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
الرسول هو «محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف»،
يتصل نسبه بإسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام -. وكان جده
«عبد المطلب» قد نذر وهو يعيد حفر بئر «زمزم» - بناءً على رؤية
رآها - أنه إن رزقه الله بعشرة من الأولاد ليذبحن أحدهم قربانًا
للآلهة، فلما تحقَّق له ذلك أراد أن يفى بنذره، فضرب الأقداح عند
«الكعبة» كما كانت عادتهم على أولاده جميعًا، ومن يخرج عليه
السهم يكن هو الذى ارتضته الآلهة قربانًا لها، فخرج السهم على
«عبد الله» فعزم «عبد المطلب» على ذبح ابنه.
ولما ذاع خبر «عبد المطلب» مع ابنه فى «مكة» فزع أهلها من هذا
الحدث، وذهبوا إليه يثنونه عن أمره، فلمَّا لم يجدوا منه استجابة
لرجائهم، اقترحوا عليه الذهاب إلى عرَّافة مشهورة؛ لعلهم يجدون
عندها لهذه المشكلة حلاً، فوافقهم على ذلك.
فلما ذهبوا إلى العرَّافة وقصُّوا عليها ماحدث، اقترحت عليهم أن
يضربوا القداح عند آلهتهم، على «عبد الله» وعلى عشرة من الإبل،
فإن خرجت على «عبد الله» زادوا عشرة من الإبل، حتى ترضى الآلهة
وتخرج القداح على الإبل، ففعل ذلك «عبد المطلب»، حتى وصل العدد
إلى مائة، وعندئذٍ خرج السهم مشيرًا إلى الإبل، ففرح «عبد المطلب»،
وفرحت معه «مكة»، ونحر الإبل، وأطعم الناس ابتهاجًا بنجاة ابنه
الحبيب من الذبح.
زواج عبد الله من آمنة بنت وهب:
بعد نجاة «عبد الله بن عبد المطلب» من الذبح زوَّجه من «آمنة ابنة وهب
بن عبد مناف بن زُهرة».
وبعد أيام من العرس خرج عبد الله فى رحلة تجارية إلى «الشام»،
فخرج مع قافلة قرشية وباع واشترى، وفى عودته مر بيثرب؛ ليزور
أخوال أبيه من «بنى النجار»، لكنه مرض فى أثناء زيارته، فلما بلغ
«عبد المطلب» خبر مرض ابنه، أرسل على الفور أكبر أبنائه «الحارث
بن عبد المطلب» إلى «يثرب» ليعود بأخيه، لكن «عبد الله» تُوفِّى قبل