للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*بخارى]

مدينة إسلامية. تقع فى غرب جمهورية أوزبكستان فى آسيا

الوسطى الإسلامية. وكانت حاضرة إقليم ما وراء النهر، واسمها

مشتق من كلمة بخار المغولية، وهى تعنى: العلم الكثير،

وسُميت بهذا الاسم؛ لوجود كثير من العلماء فيها، ولبخارى عدة

أسماء منها: أرض النحاس؛ لتوافره بها، ومدينة التجار؛

لمركزها التجارى بين آسيا الشرقية والغربية واشتهار أهلها

بالصيرفة، وبخارى الشريفة وبخارى العظيمة. وبخارى إقليم

يمتد من نهر جيحون حتى صحراء قزل قم. ومساحتها (٥٧٦٣٠)

كم٢، وموقع المدينة من الإقليم على شاطئ نهر زرافشان.

وأصل سكان بخارى من الطاجيك والفرس والأوزبك والترك

والروس، ويتحدثون التركية والفارسية والروسية، وقد اشتهروا

بالعلم والفروسية والرماية. وتتكون حاليًّا من بخارى الجديدة،

ويسكن الروس معظمها، وبخارى القديمة، وفيها المساجد

الأثرية، وتحيطها الحدائق، ويمر بها طريق دولى، ولها إحدى

عشرة بوابة. وفى بخارى عدة أنهار، وتشتهر بالفاكهة، وتنتج

الحرير والقطن والسجاد، كما تعرف بصياغة الفضة والذهب.

وكانت بخارى إحدى مدن الدولة الأكمينية الإيرانية (٥٥٣ - ٣٣٠

ق. م)، واستولى عليها الإسكندر الأكبر ومن بعده دولة

الباختريين، وتلاهم الصينيون، وفتحها قتيبة بن مسلم الباهلى

سنة (٩٠هـ = ٧٠٥ م) حتى خربها جنكيزخان سنة (٦١٦هـ =

١٢١٩م)، وأعاد الأوزبك بناءها وجعلوها عاصمة لدولتهم، ثم

استولى عليها الإيرانيون، ثم الروس سنة (١٣٣٦هـ = ١٩١٨م)،

وظلت تحت سيطرتهم حتى انهيار الاتحاد السوفييتى سنة

(١٤١٢هـ = ١٩٩١م)؛ فصارت إحدى مدن أوزبكستان المستقلة.

والتراث المعمارى فى بخارى دليل على المستوى الرفيع الذى

وصل إليه طراز العمارة عند المسلمين فى آسيا الوسطى وهى

تعد متحفًا كبيرًا؛ لما فيها من مبانٍ أثرية، مثل: القلعة العسكرية

المشَّيدة فى القرن (١٢هـ = ١٨م)، وفيها قصر الحاكم،

والمسجد، وبيت المال، وإلى جوارها مسجد بولاحاووظ الذى

<<  <  ج: ص:  >  >>