[*ماري جاطا (سلطان مالى (]
هو أول من اشتهر أمره وذاع صيته وتحقيق تاريخه فى القرن
(١٣ م) من أسرة كيتا صاحبة الفضل فى تكوين دولة واسعة
مترامية الأطراف تُعرف باسم سلطنة مالى الإسلامية. وكانت هذه
الدولة تقع فى المنطقة المحصورة بين نهر النيجر والمحيط
الأطلسى. وتمتد شمالاً وجنوب حتى بلغت مساحتها مساحة غرب
أوربا مجتمعة، واشتهرت باسم بلاد التكرور. وكانت فى الأصل
إقليمًا صغيرًا يعرف باسم كنجابا Kangala اعتنق ملوكه الإسلام،
وكانوا تابعين لمملكة غانة الإسلامية فى القرن (١١ م)، ثم
انفصلوا عنها وتوسع ملوكها فى أوائل القرن (١٣ م) فى
الجنوب الشرقى مما أثار حفيظة ملك الصوصو المجاور له؛ إذ
انقض عليهم فى عام (١٢٣٠م)، وقتل ملكهم وإخوته العشرة، ولم
يبقَ إلا الأخ الحادى عشر الذى يُسمى سندياتا ويُعرف باسم
مارى جاطة أى الأمير الأسد، والذى كان قد تمكن من الهرب نحو
الجنوب؛ حيث جمع حوله كثيرًا من القبائل الموالية لأسرة كيتا،
وأخضع بفضلها القبائل المجاورة وانتصر فى جميع الحروب
التى شنها، مما ساعده فى تثبيت ملكه. ثم أعد جيشًا كبيرًا
مكونًا من (١٢) فرقة مدربة أحسن تدريب؛ لقتال ملك الصوصو
والانتقام منهم، والتقى به فى موقعة فاصلة عند كيرينا فى عام
(١٢٣٥م)؛ حيث انتصر سندياتا وقتل ملك الصوصو واستولى على
بلاده، ثم نجح فى عام (١٢٤٠م) فى الاستيلاء على مملكة غانة
الإسلامية، واتخذ من مدينة أنشأها على نهر النيجر تُسمى
نيانى عاصمة لملكه، واشتهرت هذه المدينة باسم مالى وصار
اسمها علمًا على الدولة كلها التى اتسعت فى عهده، وصارت
إمبراطورية واسعة تمتد من بلاد الولوف والمحيط الأطلسى غربًا
إلى أواسط نهر النيجر شرقًا، ومن فوتاجالون جنوبًا إلى
كومبىَ صالح عاصمة غانة السابقة شمالاً. وقد مات سندياتا فى
عام (١٢٥٥م) بعد أن وضع لأبنائه وأحفاده أساس هذه الدولة
الواسعة؛ ولذلك فإنه يُعد المؤسس الحقيقى لسلطنة مالى