[* أحمد تكودار]
تولى أحمد تكودار حكم الدولة الإيلخانية خلفاً لأبيه آباقا خان
سنة ٦٨١هـ، وكان قد اعتنق تكودار المسيحية فى صغره، لكنه
مال إلى الإسلام شيئًا فشيئًا؛ لكثرة اتصاله بالمسلمين، وتوطيد
علاقته بعظماء المسلمين وكبار أئمتهم، فأعلن إسلامه، وسُمى
بالسلطان «أحمد تكودار»، فكان أول مَن اعتنق الإسلام من
الإيلخانيين. كان إسلام السلطان «أحمد» عاملا قويا فى تهذيب
طباعه وتقويم خلقه، ولم يعد ذلك المغولى الذى كان كل همه
سفك دماء المسلمين وتخريب ديارهم، وإنما أصبح يرى
المسلمين إخوته، ويجب أن يحل بينهم الوئام؛ لذا تبادل الرسائل
الودية مع السلطان «قلاوون» سلطان المماليك فى «مصر»،
فقضى بذلك - مؤقتًا- على الأحقاد والضغائن، ولم تحدث حروب
بين الجانبين، وكذلك كان لإسلام «أحمد تكودار» أثر كبير فى
«إيران»، فقويت شوكة المسلمين، وعادت المعابد البوذية
وكنائس النصارى إلى مساجد كما كانت من قبل؛ ووصل
المسلمون إلى المناصب الرئيسية فى الدولة، وتطلَّع أبناء البلاد
الأصليين من الفرس إلى شغل المناصب الإدارية بالدولة المغولية.
ونتيجة لذلك كله خاف أمراء المغول على مصالحهم الشخصية
-خاصة أن السلطان كان يحرص على خطب ودهم - وبخاصة الأمير
«أرغون» الذى كان يطمع فى العرش فثار على السلطان
«تكودار» وتمكن من قتله فى سنة (٦٨٣هـ)، وضعفت بذلك
شوكة المسلمين فى «إيران» ثانية.