[*موهاج (معركة)]
بعد خمس سنوات من استيلاء العثمانيين على «بلجراد»
سنة (٩٢٧هـ = ١٥٢١ م)، أخذ ملك «المجر» «لايوش» يجمع القوى
الأوربية لمحاربة العثمانيين، وكتب إلى كل من «شرلكان»
الإمبراطور الألمانى، و «فرديناند» الأرشيدوق النمساوى يطلب
منهما التحالف معه ضد العثمانيين. وفى الوقت نفسه كان
السلطان «سليمان القانونى» يستعد لمحاربة «المجر»، فتحرك
بجيشه فى سنة (٩٣٢هـ= ١٥٢٦م) فى أكثر من (٦٠) ألف جندى
حتى وصل إلى «صحراء موهاج» المجرية، وهناك دارت معركة
ضخمة من معارك الإسلام فى يوم (٢١ من ذى القعدة ٩٣٢هـ= ٢٩
من أغسطس ١٥٢٦م)، هزم فيها العثمانيون الجيش المجرى،
وكان من أرقى الجيوش الأوربية، ومعروف بفرسانه
المدرعين، ولعبت المدفعية العثمانية دورها فى هذا النصر
السريع الذى أحرزه الجيش العثمانى فى ساعتين، على الرغم
من قطعه مسافات طويلة، حتى وصل إلى أرض المعركة. وقد
تكبَّد الجيش المجرى خسائر هائلة فلم تقم له قائمة، فقد أسر
العثمانيون حوالى (٢٥) ألف جندى، وتعرض نحو (٧٥) ألفًا للقتل
أو للغرق فى مستنقعات «موهاج»، وكان الملك المجرى
«لايوش» ممن مات غرقًا فى هذه المستنقعات. وقد رفعت
الرايات العثمانية فوق العاصمة المجرية «بشت»، ولم تكن قد
عرفت باسمها الآن «بودابست»، وأعلن منها السلطان «سليمان
القانونى» خضوع «مملكة المجر» للحماية العثمانية.