[*التفسير (علم)]
التفسير علم من العلوم الإسلامية يُعنَى بتوضيح معانى آيات
القرآن الكريم ومغازيها وإيحاءاتها ودلالاتها وأسباب نزول
الآيات بلفظ دال على ذلك دلالة ظاهرة، إلى غير ذلك مما اهتم به
المفسرون. وقد مرَّ علم التفسير بمرحلتين: الأولى (مرحلة ما قبل
التدوين): وكانت فى عهد النبى - صلى الله عليه وسلم -
وصحابته، رضى الله عنهم، الذين كانوا يفهمون القرآن بسليقتهم
العربية وبما يعايشونه من وقائع تحف بنزوله، والنبى - صلى الله
عليه وسلم - بينهم يبين ما غمض، ويصحح ما التبس. وبعد وفاة
النبى - صلى الله عليه وسلم -، قام الصحابة بالدور نفسه تجاه من
أسلموا. ولم يستوعب تفسير الصحابة القرآن كله؛ إذ كانوا
يكتفون - غالبًا - بالمعانى الإجمالية. وفى عهد التابعين ازدادت
المرويات عن أهل الكتاب كما هو واضح فى التفاسير المروية
عنهم. والمرحلة الثانية: (مرحلة التدوين): وتبدأ من أواخر عهد
الدولة الأموية حتى العصر الحاضر، فكان علم التفسير أولاً جزءًا
من تدوين الحديث الشريف، يُفْرد له المحدِّثون بابًا فى مصنفاتهم،
ثم استقل التفسير ووضعت فيه مصنفات خاصة به حسب ترتيب
المصحف الشريف، كما هو الحال فى تفسير الطبرى المتوفَّى
سنة (٣١٠هـ) وغيره. وقد ظهرت اتجاهات متعددة فى التفسير،
من أشهرها: التفسير بالمأثور، أى: المنقول عن الرسول - صلى
الله عليه وسلم - والصحابة، رضى الله عنهم، والتابعين،
والتفسير بالرأى، أى: بالعقل والاجتهاد، والخلاف بين ألفاظ هذا
النوع لفظى، والتفسير الإشارى (الصوفى)، والمراد به تأويل
آيات القرآن بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، وبما لا
يتعارض مع الظاهر المستفاد من الآيات. والتفسير الفقهى،
والمراد به تناول آيات الأحكام الشرعية العملية بالتفسير مع
عرض مذاهب الفقهاء، والتفسير العلمى، والمراد به تفسير
الآيات الكونية المذكورة فى القرآن، والتفسير الأدبى البيانى،