[*فتوح البلدان]
كتاب ألفه أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذرى. أحد
مؤرخى القرن الثالث الهجرى. وُلِد البلاذرى أواخر القرن الثانى
الهجرى، ونشأ ببغداد وصار من رجال البلاط العباسى فى عهد
الخليفة المتوكل، ثم الخليفة المعتز الذى جعله مربيًا لابنه عبد
الله. وكان البلاذرى أحد المترجمين البارعين فى الترجمة من
الفارسية إلى العربية، وتُوفِّى سنة (٢٧٩هـ) وترك عددًا من
المؤلفات، أشهرها فتوح البلدان. وهو سجل شامل للفتوحات
الإسلامية منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحتى آخرها،
فصَّل فيه البلاذرى فتوح كل بلد وكل ما يتعلق به، نقلاً عن أهل
البلد أنفسهم أو كتبهم. ويرى بعض الباحثين أنه اختصره عن
كتاب أطول منه كان قد أخذ فى تأليفه وسماه كتاب البلدان
الكبير، ولم يتمه فاكتفى بهذا المختصر. وهو أجمع كتب الفتوح
وأصحها. وبالرغم من أن البلاذرى استعان بروايات الواقدى؛
فإنه أضاف إليها بعض الروايات التى يحوم حولها الشك لأنها
كانت شفهية فى الأصل فوقع فيها فى بعض الأخطاء، وقد
يورد للخبر الواحد أكثر من رواية، ولكن الاختلاف بينها ليس
كبيرًا. وأهمية الكتاب تظهر فيما أورده من معلومات ثقافية
واقتصادية وإدارية، وعلاوة على الفتوح فقد ضمنه البلاذرى
أبحاثًا عمرانيَّة وسياسيَّة، يندر وجودها فى كتب التاريخ،
كأحكام الخراج أو العطاء وأمرالخاتم والنقود والخط والنحو
ومثل ذلك. وقد استطاع البلاذرى أن يصفى المادة التى جمعها
ثم ينسقها. وطُبع الكتاب فى ليدن سنة (١٨٧٠ م) بعناية
المستشرق دى غويه، ثم نشر بمصر سنة (١٩٠١ م).