للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*العسكر]

كانت العاصمة المصرية الإسلامية الثانية منذ الفتح بعد الفسطاط،

وهى مندثرة، وموقعها الحالى حى السيدة زينب. واشتق اسمها

من عسكر صالح بن على أول الولاة العباسيين على مصر، بعد

سقوط الدولة الأموية؛ ذلك أن صالحًا نزل بعسكره فى هذا

الموضع، وكان خرابًا منذ قدم إلى مصر عام (١٣٣ هـ = ٧٥٠ م)،

فأقام به دارًا للخلافة، وعندما خلفه أبو عون فى العام التالى

أمر أصحابه بالبناء فيه، فبنوا، وسُمى من يومئذٍ بالعسكر،

وكان أمراء مصر بعد أبى عون ينزلون به. وبُنيت بالعسكر دار

للشرطة تُعرف بالشرطة العليا؛ تمييزًا لها عن دار شرطة الفسطاط

أو الشرطة السفلى، وشُيد بها مسجد عرف بجامع العسكر،

بجوار دار الإمارة. وقد تحولت إلى ديوان للخراج أيام خمارويه،

واندمجت مع الفسطاط، ثم طغت القطائع على حدها الشرقى، ثم

اختفى اسم العسكر فأصبحت تُعرف بالفسطاط والقطائع. وفى

أواخر الدولة الفاطمية امتد إليها الخراب، وقد بنى بها الفضل بن

صالح بن على جامع العسكر سنة (١٦٩ هـ = ٧٨٥ م)، وظل إلى

مابعد سنة (٥٠٠ هـ)، وكان أحد الجوامع الستة الكبرى آنئذٍ، ولا

أثر له اليوم. ونسب إليها عدد من العلماء، مثل: محمد بن علىٍّ

العسكرى وكان مفتى العسكر بمصر، ومحدثًا وفقيهًا شافعيًّا،

والحسن بن رشيق العسكرى المحدث المشهور، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>