[*الجمل (معركة)]
كانت أم المؤمنين «عائشة» - رضى الله عنها - عائدة من أداء
فريضة الحج، وسمعت بمقتل «عثمان»، فعادت من الطريق إلى
«مكة»، وأعلنت سخطها على قتله، وأخذت تردد «قُتل والله
عثمان مظلومًا لأطلبن بدمه»، ثم وافاها فى «مكة» «طلحة»
و «الزبير» - رضى الله عنهما - و «بنو أمية»، وكل من أغضبه
مقتل «عثمان»، وراحوا يتباحثون فى الأمر، وهداهم تفكيرهم
إلى تجهيز جيش للأخذ بالثأر من قتلة «عثمان» والسير به إلى
«البصرة»، باعتبارها أقرب بلد إليهم من البلاد التى اشترك
أهلها فى الثورة على «عثمان» وقتله، وصلت أخبار سير
«عائشة» ومن معها إلى «على» وهو يتأهب للخروج إلى الشام
لقتال «معاوية»، فاضطر إلى تغيير خطته، فلم يعد ممكنًا أن
يذهب إلى الشام، ويترك هؤلاء يذهبون إلى «البصرة»،
فاستعد للذهاب إلى هناك. خرجت السيدة «عائشة» - رضى الله
عنها - ومعها فى البداية نحو ألف رجل لكن هذا العدد تضاعف
عدة مرات، بانضمام كثيرين إلى الجيش، نظرًا إلى مكانة
«عائشة»، فلما اقتربوا من «البصرة»، أرسل واليها «عثمان بن
حنيف» إلى أم المؤمنين «عائشة» رسولين من عنده، هما
«عمران بن حصين» و «أبو الأسود الدؤلى» يسألانها عن سبب
مجيئها. فقالت لهما: «إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل
غزوا حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحدثوا فيه
الأحداث وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا لعنة الله ورسوله، مع
مانالوا من قتل إمام المسلمين، بلا ترة ولا عذر، فخرجت فى
المسلمين، أعلمهم ما أتى هؤلاء، وكذلك سأل الرسولان «طلحة»
و «الزبير» - رضى الله عنهما - عن سبب مجيئهما، فقالا: «الطلب
بدم عثمان»، فرجع الرجلان وأخبرا «عثمان بن حنيف»،
الذىأصرَّ على منعهم من دخول «البصرة»، فدارت بينه وبينهم
معركة عند مكان يُسمى «الزابوقة» قُتل فيها نحو ستمائة من
الفريقين، فلما رأوا كثرة القتلى تنادوا إلى الصلح والكف عن