[*الدولة المظفرية]
ينسب «آل مظفر» إلى الأمير «مبارز الدين محمد» ابن الأمير
«شرف الدين بن منصور بن غياث الدين حاجى الخراسانى»، وقد
تولى الأمير «شرف الدين» عدة مناصب فى عهد الإيلخانيين،
فولاه السلطان «أولجايتو» مدينة «ميبد» (٦)، ثم توفى «شرف
الدين» بعد أن قضى على المتمردين فى منطقة «شبانكاره»،
فاتخذ السلطان «أبو سعيد بهادرخان» ابنه «مبارز الدين محمد»
ولم يكن قد تجاوز الثالثة عشرة من عمره مكان أبيه، وولاه
مناصبه فى عام (٧١٧هـ= ١٣١٧م)، ولذا يعد الأمير «مبارز الدين»
أول حكام المظفريين. استقل الأمير «مبارز الدين محمد بن مظفر»
بإقليم «فارس» عقب سقوط الحكم الإيلخانى، ثم استولى على
«كرمان» فى سنة (٧٤١هـ = ١٣٤٠م)، وطمح فى تكوين
إمبراطورية واسعة الأرجاء، فضم كثيرًا من المدن الإيرانية إلى
دولته، وأعلن ولاءه للخليفة العباسى «المعتضد بالله» واتخذ
لنفسه لقب «ناصر أمير المؤمنين»؛ ليضفى الشرعية على حكمه،
وظل يسعى إلى تحقيق هدفه حتى بات الخليفة ألعوبة فى يده.
اعترض «آل إينجو» بزعامة «الشيخ أبى إسحاق» طريق «آل
مبارز» فى تحقيق حلمهم، ونشبت الخلافات والصراعات بينهما،
وظلت العلاقة بين الطرفين سيئة حتى قتل المظفريون «الشيخ
أبا إسحاق» عقب إحدى المعارك التى دارت بينهما فى عام
(٧٥٨هـ = ١٣٥٦م)، واستولى «شاه شجاع» ابن الأمير «مبارز
الدين» على «شيراز»، فانتقل إليها الأمير «مبارز» وأقام بها
وأرسل ابنه «شاه شجاع» إلى حكم «كرمان». وفى عام
(٧٥٨هـ) فتح الأمير «مبارز الدين» منطقة «تبريز»، ثم لما علم
بقدوم الشيخ إدريس الجلائرى إليها، غادرها إلى «شيراز»،
وهناك اصطدم بولديه «شاه شجاع»، و «شاه محمود»، اللذين
تحالفا مع «شاه سلطان» أحد الناقمين على أبيهما، فقبضوا
عليه، وأمر ابنه «شاه شجاع» بسمل عينيه، ثم حبسوه فى
إحدى القلاع، والتمس الأب عطف ولديه، وطلب منهما الصلح،