فعفوا عنه، وحكما البلاد نيابة عنه، وضربا السكة باسمه، وظل
الوضع على ذلك فترة، ثم أرسلاه للإقامة بقلعة «بم» بكرمان،
ولكن الأمير «مبارز الدين» كان قد اشتد به المرض ومات فى
الطريق قبل أن يصل إلى هذه القلعة قى عام (٧٦٥هـ = ١٣٦٤م).
وظل أبناء «مبارز الدين» يحكمون من بعده «كرمان» و «فارس»
و «كردستان»، فحكم «جلال الدين شاه شجاع» فى حياة أبيه
فى سنة (٧٥٩هـ = ١٣٥٧م)، وظل فى الحكم حتى سنة (٧٨٦هـ =
١٣٨٤م)، وقضى فترة حكمه فى مطاردة المارقين والعصاة
والخارجين على الدولة، ثم تولى بعده ابنه «مجاهد الدين زين
الدين» (٧٨٦ - ٧٨٩هـ = ١٣٨٤ - ١٣٨٧م)، إلى أن عزله الأمير «تيمور
كوركان»، فخلفه «شاه يحيى» فى «يزد»، و «سلطان أحمد»
فى «كرمان». وكان «شاه منصور» آخر حكام دولة «آل المظفر»
فى «أصفهان»، وسقطت «الدولة المظفرية» فى عام (٧٩٥هـ =
١٣٩٣م). وقد اشتهر المظفريون بحبهم للعلم والثقافة طيلة اثنتين
وسبعين سنة هى عمر دولتهم من النشأة حتى السقوط. عانت
«الدولة المظفرية» كثيرًا من الصعاب من أجل الاحتفاظ بالحكم،
فدار صراع بينها وبين «آل إينجو» بزعامة الشيخ «أبى
إسحاق»، ودخلت حروب عدة مع «الدولة الجلائرية»، وكذلك مع
«الدولة التيمورية» التى اجتاحت ما اعترض سبيلها من الدول
والحكام، ولم تستطع دولة «آل المظفر» الصمود أمام تسلط
«تيمور كوركان» الذى قسم أملاكها بحجة الوصاية التى منحه
إياها الأمير «مجاهد الدين زين العابدين» لرعاية أولاده من
بعده، فوضع «تيمور» النهاية لهذه الدولة فى عام (٧٩٥هـ =
١٣٩٣م) بعد أن فرق وحدتها، وشتت حكمها، وقسم أرضها، ثم
عمد بعد ذلك إلى إسقاطها. تميز عهد الأمير «مبارز الدين محمد
بن مظفر» بالنشاط الحضارى، والازدهار الفكرى والثقافى،
بفضل تشجيعه للعلماء والفقهاء والنابغين، فتعهد علماء
«شيراز» بالرعاية، وبنى فى «كرمان» مسجدًا كبيرًا أوقف
عليه الأملاك لرعايته، وضرب السكة فى عهده ونقش عليها اسم