للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الإغريق]

هم سكان شبه جزيرة البلقان، الذى عُرف عند العرب باسم بلاد

اليونان وعرف سكانه أيضًا باسم الهيلينيين. وقد شمل التوسع

الإغريقى مناطق فى آسيا الصغرى والبحر الأسود. وأهم

المستعمرات التى أقاموها كانت فى بيزنطة (التى أصبحت

عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية)، وفى ليبيا، ومصر،

وإسبانيا، وفرنسا، وحظيت إيطاليا وصقلية بالنصيب الأوفر من

نشاط المستعمرين الإغريق. وفى العصر الحجرى الحديث وفدت

إلى بلاد الإغريق عناصر من غربى آسيا الصغرى، وامتزجوا

بالشعوب التى هبطت من الشمال، وكانت المينوية من سنة

(٣٠٠٠ - ١٤٠٠ ق. م) تقريبًا، من أهم الحضارات فى هذه المنطقة.

وينقسم تاريخ المينوية إلى ثلاث مراحل، (الأولى) تقارب عصر

بناء الأهرامات فى مصر، و (الوسطى) انتقلت الحضارة فيها من

الشرق إلى الوسط، حيث ازدهرت مدينة كنوسس العاصمة،

وازدادت سلطة الحاكم الذى كان يحمل لقب مينوى، الذى نسبت

إليه الحضارة، و (الثالثة) تميزت بعمق العلاقات بين مصر

وكريت، التى سكنها الإغريق، كما وقع حريق مدمر فى الجزيرة

فى أواخر هذا العصر. وبعد ذلك انتقل الثقل الحضارى إلى

جنوبى بلاد الإغريق وسُمِّيت بالحضارة الموكينية، وكان مركزها

مدينة موكيناى. وأهم أحداث هذه العصر حرب طروادة، التى

سجلها الشاعر اليونانى هوميروس فى ملحمة الإلياذة. وكانت

نهاية الموكينية خلال القرن الثانى عشر قبل الميلاد، على يد

الدوريين الوافدين من الشمال، الذين احتلوا الجزء الجنوبى من

بلاد اليونان، وعجزوا عن اقتحام مدينة أثينا. وقد أقام

الدوريون عدة مدن، أشهرها إسبرطة، التى نافست أثينا على

زعامة الإغريق. وبعد السنوات الألف الأولى من غزو الدوريين

أصبح نظام دويلات المدن هو النظام السائد فى بلاد الإغريق،

الذين كانوا يعتقدون أن نظام دول المدينة هو النظام الأمثل، وما

عداه تخلف. وكانت أثينا كبرى هذه الدويلات، ولكن هذا النظام

<<  <  ج: ص:  >  >>