كتاب موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي

ملحق: الأماكن والبلدان - *بغداد - ج: 11 - ص: 108

[*بغداد]

عاصمة الجمهورية العراقية الآن، وكانت عاصمة للخلافة

العباسية فترة طويلة. تقع على ضفتى نهر دجلة، وترتفع عن

سطح البحر بمقدار (٣٢) مترًا ومساحتها (٨٥٠) كم٢. اْسسها

الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور سنة (١٤٥ هـ = ٧٦٢ م)،

وأطلق عليها اسم مدينة السلام، كما أطلق عليها عدة أسماء،

منها: الزوراء والمنصورية والمدينة المنورة. وبغداد كلمة

فارسية تعنى عطية الله، وهناك خلاف حول أصلها ومعناها.

وقد أحيطت بسورين وخندق، وجعل لها أربعة أبواب سُمَّى كل

باب باسم الإقليم الذى يواجهه، وهى: باب الشام وباب الكوفة

وباب البصرة وباب خراسان، وفى وسطها قصر لإقامة الخليفة،

وفى طرف القصر إيوان بجواره مسجده، ثم عمل أبو جعفر

المنصور على توسيعها سنة (١٥١هـ = ٧٦٨ م)؛ فأقام مدينة

الرُّصافة، وجعلها مقرًّا لابنه وولى عهده، ثم اتسعت أكثر فى

عهد الرشيد، ثم تعرضت للتخريب والتدمير؛ بسبب الصراع بين

ولدى الرشيد، ثم أنشأ المعتصم سُرَّمَنْ رأى (سامراء)، وجعلها

عاصمة لدولته، ثم عاد المعتمد إلى بغداد واتخذها عاصمة مرة

أخرى. وقد أدى ازدياد الفتن إلى اضمحلال المدينة، لكنها

استعادت بعض مكانتها فى العهد السلجوقى، وظلت عاصمة

الخلافة حتى دمرها التتار سنة (٦٥٦ هـ = ١٢٥٨ م)، واستمرت

تحت حكمهم حتى دخل تيمور لنك بغداد سنة (٧٩٥ هـ = ١٣٩٣ م)،

ثم حكمها التركمانيون حتى دخلها الصفويون ثم استعادها

العثمانيون، ثم دخلها المماليك، ثم استعادها العثمانيون حتى

احتلتها إنجلترا سنة (١٣٣٥هـ = ١٩١٧م)، وفرضت على العراق

الانتداب الإنجليزى حتى قامت الثورة سنة (١٣٧٨ هـ = ١٩٥٨ م)،

ومنذ ذلك الوقت وهى عاصمة للجمهورية العراقية. وقد تضررت

بغداد من الحرب العراقية الكويتية سنة (١٤١٢ هـ = ١٩٩٢ م).

وتعد بغداد عاصمة علمية وأدبية وفكرية على مدى قرون

عديدة، فالعباسيون شجعوا الناس على استيطان بغداد وبخاصة