[*أسكيا داود]
هو أحد الأساكى الذين حكموا إمبراطورية صنغى الإسلامية التى
حكمت غرب إفريقيا بعد ضعف إمبراطورية مالى الإسلامية منذ
القرن (١٥ م). وهو ابن أسكيا محمد الأول المؤسس الحقيقى
لامبراطورية صنغى الإسلامية. حكم أسكيا داود هذه
الإمبراطورية فى الفترة من (٩٥٦ - ٩٩٠ هـ = ١٥٤٩ - ١٥٨٢ م)،
وبدأ حكمه بتعيين أنصاره فى الوظائف المهمة، ونظم الجهاز
الإدارى وبنى الكثير من المنشآت العامة مثل المساجد والمدارس،
واهتم بنشر الثقافة الإسلامية، وهو أول من اتخذ خزائن الأموال
وخزائن الكتب، وكان له نساخ ينسخون له الكتب التى كان
يُهادى ببعضها العلماء وطلاب العلم، وكان حافظًا للقرآن
الكريم، وكان له شيخ يعلمه ويُقرئه القرآن. رعى العلم والعلماء
وعمل جاهدًا على توفير الأمن والرخاء لرعاياه جميعًا ولذلك
فإنه يعتبر من أبرز السلاطين الذين حكموا صنغى من آل أسكيا
محمد الأول، نظرًا لإصلاحاته الداخلية وكياسته وحنكته
السياسية. إذ أنه حاول جاهدًا أن يعيد إلى نفوذ صنغى البلاد
التى كانت قد استقلت عنها وقت المحن والأزمات، فجهز جيشًا
غزا به قبائل الموس (الموش) الوثنية وفر سلطانها أمامه مهزومًا
فى عام (٩٦٩ هـ = ١٥٦٢ م)، وغزا دولة مالى ودخل العاصمة
نيانى فى عام (٩٦٦ هـ = ١٥٥٩ م)، وانتصر على سلطانها
وتزوج ابنته، ثم غزا إمارة كاتسينا فى شرق النيجر، وأعاد
الطوارق إلى الطاعة. ولما أرسل سلطان مراكش عبد الملك فى
عام (٩٨٦ هـ = ١٥٧٨ م) جيشًا للاستيلاء على تفازة وما فيها من
مناجم الملح، رد أسكيا داود بجيش كبير أرسله لتأمين تفازة من
أى هجوم جديد، ولما أرسل له سلطان مراكش الجديد أحمد الأول
يستأذنه فى أن يسمح له باستخراج الملح من تفازة عامًا واحدًا،
رد عليه أسكيا داود بهدية مقدارها (١٠٠٠٠) من الذهب، فحل
التفاهم والود بين الدولتين طيلة عهد أسكيا داود مما أبعد خطر
سلاطين مراكش عن بلاده، وظل يسير على هذه السياسة حتى