[*شيركوه بن شادى]
هو أسد الدين شيركوه بن شاذى بن مروان، من أسرة الأيوبيين
الأكراد المشهورة، وأول من ولى مصر منهم، يلقب بالملك
المنصور، ويعرف فى التاريخ باسم المنصور شيركوه ولفظة
شيركوه لفظة فارسية معناها: أسد الجبل. ولد فى قرية دُوين
(بلدة من إقليم أذربيجان)، وأصله من قبيلة الروادية، إحدى
قبائل الأكراد، ونشأ بقلعة تكريت (قلعة حصينة فى غربى نهر
دجلة ببغداد)؛ حيث كان أبوه نقيباً عليها، ثم انتقل إلى الموصل
ودخل هو وأخوه نجم الدين أيوب فى طاعة عماد الدين زنكى
فشملهما بعطفه ورعايته. وبعد وفاة عماد الدين زنكى تولى
نور الدين محمود الأمر من بعده، وحظى أسد الدين وأخوه نجم
الدين عنده بمنزلة رفيعة ومكانة عالية، فاشتركا معه فى قتال
الصليبيين، فأظهر أسد الدين براعة وشجاعة، دفعت نور الدين
إلى تقريبه إليه، وجعله أكبر قواد جيشه، واستعان به فى كثير
من المهام العسكرية الخطيرة وبخاصة فى مصر، وواجه
الصليبيين فيها أكثر من مرة، وردهم على أعقابهم، ولم يلبث
الخليفة الفاطمى العاضد بالله أن أعجب به فالتقاه سرًا وطلب
منه الخليفة أن يقتل وزيره شاور؛ لأنه سبب الفساد وكثير
الموالاة للصليبيين وهو الذى استدعاهم إلى مصر، فقتله أسد
الدين وأرسل برأسه إلى الخليفة الذى لم يلبث أن أسند إليه
الوزارة، ولقبه بالملك المنصور، وكتب للناس منشورًا بذلك. ولكن
لم يمكث أسد الدين فى الوزارة طويلاً؛ إذ وافته المنية بعد أشهر
قليلة فى (جمادى الآخرة ٥٦٤ هـ = مارس ١١٦٩ م) بعد أن عهد
بالوزارة إلى ابن أخيه صلاح الدين الأيوبى.