[*العراق (فتح)]
فى أثناء حروب الردة طارد «المثنى بن حارثة» - أحد قادة
المسلمين - المرتدين إلى الشمال، على الساحل الغربى للخليج
العربى، فلما وصل إلى حدود «العراق» تكاثرت عليه قوات
الفرس، بعد أن رأوا فشل عملائهم من المرتدين فى القضاء على
الإسلام فألقوا بثقلهم فى المعارك ضد المسلمين ولما رأى
«المثنى» أنه غير قادر بمن معه على مواجهة القوات الفارسية،
أرسل إلى الخليفة يشرح له الموقف، ويطلب منه المدد، فأدرك
الخليفة خطورة الموقف، ورأى أن يردع الفرس ويرد عدوانهم،
فرماهم بخالد بن الوليد أعظم قواده، وأردفه بعياض بن غنم.
وفى المحرم من العام الثانى عشر من الهجرة تحرك «خالد بن
الوليد» من «اليمامة»، وكان لايزال بها، بعد أن قضى على فتنة
«مسيلمة الكذاب»، وتوجه إلى «العراق». حيث خاض سلسلة من
المعارك ضد الفرس فى خلال عدة شهور، فى «ذات السلاسل»
و «المذار»، و «الولجة»، و «أليس»، وهذه أسماء الأماكن التى
دارت فيها الحروب، وكان النصر حليفه فيها، ثم توَّج انتصاراته
بفتح «الحيرة» عاصمة «العراق» فى ذلك الوقت، واستقر بها
فى شهر ربيع الأول من العام نفسه، ثم فتح «الأنبار» و «عين
التمر» إلى الشمال من «الحيرة»، ثم جاءته أوامر من «أبى بكر»
أن يعود إلى «الحيرة» ويستقر بها إلى أن تأتيه أوامر أخرى
وخلاصة القول أنه فى خلال بضعة أشهر نجح «خالد» فى فتح
أكثر من نصف «العراق»،وصالح أهله على دفع الجزية، ولم
يجبر أحدًا على الدخول فى الإسلام». وبعد أن رحل «خالد بن
الوليد» من «العراق» إلى الشام؛ ليتولى قيادة الجيوش فى
«اليرموك»؛ تنمَّر الفرس بالمثنى بن حارثة خليفة «خالد» على
قيادة الجيش فى «العراق» وبدءوا فى الضغط عليه، فطلب مددًا
من «أبى بكر»، الذى كان مشغولا بحرب الروم. فلما تأخر رد
«الصديق أبى بكر» على «المثنى» جاء بنفسه ليعرف سبب
ذلك، فوجد الخليفة على فراش المرض، فلم يستطع أن يكلمه،