الفصل السادس
*عصر ملوك الطوائف
(٤٠٠ - ٤٨٤هـ = ١٠٠٩ - ١٠٩١م).
ترتب على سقوط الخلافة والدولة الأموية انقسام الأندلس إلى دويلات
متنازعة، واستقلال كل أمير بناحيته، وإعلان نفسه ملكًا، ودخلت
البلاد بذلك فى عصر جديد عرف باسم عصر ملوك «الطوائف» أو عصر
الفرق.
وقد انضوت هذه الدويلات تحت مظلة أحزاب ثلاثة كبيرة عمل كل منها
على بسط سلطانه على كل الأندلس.
١ - حزب أهل الأندلس:
ويقصد بهم من استقروا فى البلاد من قديم الزمان وصاروا أندلسيين
بمرور الزمن بصرف النظر عن أصلهم العربى أو المغربى أو الصقلى
أو الإسبانى، وقد أطلق على هؤلاء مصطلح أهل الجماعة، ومن
هؤلاء:
بنو عباد اللخميون فى إشبيلية، وبنو جهور فى قرطبة، وبنو هود
الجذاميون فى سرقسطة، وبنو صمادح أو بنو تجيب فى ألمرية،
وبنو برزال فى قرمونة، وعبد العزيز بن أبى عامر فى بلنسية .. الخ.
٢ - حزب البربر أو المغاربة: حديثوا العهد بالأندلس وهم الذين استقروا
بها منذ زمن المنصور بن أبى عامر، ومن هؤلاء بنو زيرى
الصنهاجيون فى غرناطة، وبنو حمود الأدارسة العلويون فى مالقة.
٣ - حزب كبار الصقالبة:
الذين استقلوا بشرقى الأندلس، ومنهم مجاهد العامرى الذى استقل
بداتية والجزر الشرقية وغيرها، وخيران العامرى زعيم حزب الصقالبة
فى قرطبة أثناء الفتنة، وكل واحد من هذه الأحزاب حرص على أن
يبحث لنفسه عن غطاء روحى فأقام خليفة بجواره يستمد منه
سلطانه، فبنو عبَّاد جاءوا بشخص اسمه خلف الحصرى، كان شديد
الشبه بهشام المؤيد المشكوك فى موته، فجعلوه خليفة صاحب
الجماعة، ثم أظهر المعتضد بن عباد موته عام (٤٥٥هـ= ١٠٥٣م)،
وأعلن أنه منحه ولاية العهد وأنه الأمير بعده على كل الأندلس
بمقتضى هذا العهد.
أما الحزب المغربى فقد تولى خلافته بنو حمود بالنظر إلى أصلهم
العربى الشريف، ولكن هؤلاء انقسموا على أنفسهم وصار كل واحد
منهم يزعم الخلافة لنفسه، ويتخذ ألقابها مثل المهدى والعالى