[*عمر بن حفص]
وقع عليه اختيار الخلافة العباسية لتولى مهام إقليم «المغرب»
عقب استشهاد «الأغلب بن سالم التميمى»، وكان «عمر» رجلاً
شجاعًا، ذا شخصية قوية، فدخل مدينة «القيروان» فى سنة
(١٥١هـ= ٧٦٨م)، وانتهج سياسة جديدة تجاه أهلها وعاملهم
بالحسنى، وتودد إلى زعمائها وأنزلهم منازلهم، فاستقرت له
الأوضاع، وهدأت الأمور، ثم خرج إلى مدينة «طبنة» لإصلاح
أحوالها، وبناء سورها، ففاجأته جموع البربر، وحاصرت مدينة
«القيروان»، كما حاصرته مع جنوده بمدينة «طبنة»، فلجأ إلى
استعمال الحيلة، وأغدق بالأموال على الجيش المحاصر لطبنة،
فانصرف عدد كبير من جنود البربر عن المدينة، وتمكن «عمر»
من هزيمة الجزء المتبقى منهم، ثم دخل «القيروان» بالحيلة
والتمويه، وتولى مهمة الدفاع عنها، ولكن «إباضية» «طرابلس»
بزعامة «أبى حاتم» كانوا قد أحكموا حصارهم وسيطرتهم على
«القيروان»، وظلوا كذلك ثمانية أشهر، فساءت الأوضاع داخل
المدينة، واضطر الناس إلى أكل دوابهم وخيولهم، وفشلت كل
محاولات «ابن حفص» لفك الحصار عن المدينة، فخرج على رأس
قواته، ودخل فى معركة شديدة مع المحاصرين، فاستشهد هو
وكثير من رجاله فى سنة (١٥٤هـ = ٧٧١م) ودخل «الإباضية»
بقيادة «أبى حاتم» المدينة.