[*دار الحكمة]
دار الحكمة أو دار العلم: اسم المكتبة العامة التى أنشأها الخليفة
الفاطمى الحاكم بأمر الله، وافتتحت رسميًّا فى (جمادى الآخرة
سنة ٣٩٥هـ). وقد أراد مؤسسها أن تكون شبيهة ببيت الحكمة
الذى أنشأه الخليفة العباسى المأمون فى بغداد. ونقل الحاكم
إلى هذه الدار كتبًا كثيرة، قيل: إنها بلغت (١٠٠) ألف مجلد فى
مختلف العلوم والآداب وسمح بالاطلاع عليها لمن يريد، وأوقف
عليها قسمًا من أملاكه، وعين لها الأساتذة فى كل فروع العلم،
وعين بها خزَّانًا وخذَّامًا، ووفر بها ما يحتاج إليه الناس من أقلام
وورق ومحابر، وجعل من قاعاتها مجالس لدراسة علوم القرآن
والفقه واللغة والفلك والطب، وجعل للنساء بها مجالس خاصة
بهن، وكان الهدف منها تعليم المذهب الشيعى ونشره. أغلقت
دار الحكمة فى عام (٥١٣هـ)، ثم أعيد افتتاحها سنة (٥١٧هـ)
فى موضع مغاير لموضعها الأول؛ لتستمر كمؤسسة إسماعيلية،
حتى قضى عليها بوصول الأيوبيين إلى السلطة سنة (٥٦٧هـ).
وقد دُفن بها أحد كبار الدعوة الفاطمية، وهو داعى الدعاة
المؤيَّد فى الدين هبة الله الشيرازى.