للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*البيمارستان]

البيمارستان: كلمة فارسية الأصل، تعنى: المستشفى أو دار

المرضى، وهى مركَّبة من كلمتين: بيمار، وتعنى: المريض،

وستان وتعنى الدار، ثم اختصر اللفظ إلى مارستان، وأصبح الآن

يطلق على مصحة الأمراض العقلية. وقد نشأت البيمارستانات فى

مدينة جُنْدَيسابور بفارس قبل الإسلام بنحو ثلاثة قرون، على

أيدى طائفة من الأطباء النسطوريين. والبيمارستان أحد

المنشآت والعمائر الإسلامية، كالمساجد والمدارس، ولم تكن

وظيفته تقتصر على مداواة المرضى وعلاجهم، بل كانت فى

الوقت نفسه معاهد علمية ومدارس لتعليم الطب. وأول مستشفى

غير ثابت أقيم فى الإسلام هو ذلك الذى أمر الرسول - صلى الله

عليه وسلم - بإقامته أثناء غزوة الخندق؛ فعن عائشة - رضى

الله عنها - قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق؛ رماه رجل من

قريش يقال له: حبَّان بن العَرِقة، رماه فى الأكحل، فضرب النبى

- صلى الله عليه وسلم - خيمة فى المسجد ليعوده من قريب [

صحيح البخارى]. وأما أول مستشفى ثابت فى الإسلام فهو ما

بناه الوليد بن عبد الملك سنة (٨٨ هـ = ٧٠٦ م). وكانت

المستشفيات الثابتة فى أول عهدها بسيطة، ثم تطورت تطورًا

كبيرًا فى عهد العباسيين، وكثر بناؤها فى مختلف البلاد

الإسلامية. وكان اختيار موقع البيمارستان يتم بعد بحث وتفكير؛

لاختيار أفضل الأماكن الصحية وأكثرها جمالاً، فقد رُوِى أن

الناصر صلاح الدين الأيوبى عندما أراد أن يبنى المستشفى

الناصرى فى القاهرة، اختار لهذا الغرض أحد قصوره الفخمة

البعيدة عن الضوضاء. وكانت البيمارستانات الكبرى تنقسم إلى

قسمين منفصلين؛ أحدهما للذكور، والآخر للإناث. وفى كل قسم

من هذين القسمين عدة قاعات فسيحة حسنة البناء لمختلف

الأمراض. والبيمارستانات الكبيرة التى أنشئت فى عصر ازدهار

الحضارة الإسلامية، كانت على جانب كبير من التنظيم والرقى،

ومن أشهرها: البيمارستان العضدى ببغداد، والبيمارستان

<<  <  ج: ص:  >  >>