للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*يجبياصيون (ملك الحبشة)]

هو يجبياصيون بن يكونو أملاك، أحد ملوك الحبشة، خلف أباه

على عرش هذه البلاد وحكمها فى الفترة من (١٢٨٥ - ١٢٩٤ م).

وكان والده يكونو أملاك قد حارب سلطنة أوفات الإسلامية

المجاورة للحبشة واعتدى على المسلمين فيها وفى ممالك

الزيلع الإسلامية الأخرى، فانتهز المسلمون هناك فرصة عودة

مبعوث يجبياصيون إلى بلاده عبر إقليم عدل - وهو أحد الأقاليم

التابعة لسلطنة أوفات الإسلامية - وتعرضوا له ولم يقتلوه، ولكن

يجبياصيون انتهز هذه الفرصة وقام بهجوم مفاجئ على عدل

نهب فيه المدينة وخربها، بعد أن ساعدته إمارتان إسلاميتان

كان قد أخضعهما بالقوة العسكرية من قبل فى هذا الهجوم

الوحشى، وانتهى الأمر بقبوله عقد هدنة مع سلاطين المسلمين

فى بلاد الزيلع المجاورة لبلاده. بعد ذلك أرسل إلى سلطان مصر

المنصور قلاوون رسالة ذكر فيها أنه سيتخذ سياسة غير تلك

التى سار عليها أبوه من قبل، وأنه ليس مثل والده، وأنه يحفظ

المسلمين فى جميع مملكته، على اعتبار أن المسلمين وبلادهم

التى خضعت له بالقوة العسكرية جزءً من مملكته حسبما يدَّعى

الغزاة فى كل عصر، ويطلب فى رسالته أيضًا من سلطان مصر

أن يرسل له مطرانًا مصريًّا، إذ أن المطران السورى - الذى كان

أبوه يكونو أملاك قد أتى به لعدم إرسال مصر المطران المطلوب

بسبب عدوانه على الزيالعة المسلمين - لم يستطع أن يقوم

بأعباء الكنيسة الحبشية على الوجه المطلوب، وأن الأحباش

نظروا إليه على أنه أجنبى عنهم وعن كنيستهم. وقد استجاب

السلطان قلاوون لهذا الطلب وسمح بترسيم المطران القبطى

وسفره إلى الحبشة. ومعنى ذلك أن يجيباصيون اتبع سياسة

المهادنة ولم يتبع سياسة أبيه المطلقة فى العدوان المستمر على

بلاد الزيلع الإسلامية، وإنما هاجمها مرة وتوقف حتى يرسل له

سلطان مصر المطران المطلوب. والجدير بالذكر أن يجبياصيون

ليس اسمًا وإنما هو عبارة معناها: (سيصير الله صهيون)، واسم

<<  <  ج: ص:  >  >>