[*الكامل بن العادل]
هو الكامل ناصر الدين بن العادل أحد سلاطين الدولة الأيوبية فى
مصر، حكم «الكامل» «مصر» نيابة عن أبيه «العادل» فى
حياته، فلما مات سنة ٦١٥هـ=١٢١٨م استقل الكامل بحكم «مصر»
فى ظروف حرجة، إذ كان الصليبيون منتصرين فى «دمياط»،
وكان عليه دحر هذا الانتصار الذى أدى إلى موت أبيه كمدًا،
وخرج عليه عدد من الأمراء لعزله فى الوقت الذى يتصدى فيه
للصليبيين بدمياط، فتمكن من التغلب عليهم، ولكن الصليبيين
استغلوا حالة التمرد والتفكك الداخلى واستولوا على «دمياط»،
إلا أن «الكامل» استطاع توحيد بلاد المسلمين، وتمكن من دخول
«نابلس»، وتحرير «بيت المقدس»، واتسع ملكه لدرجة جعلت أئمة
المساجد يدعون له من فوق المنابر بقولهم: «سلطان مكة
وعبيرها، واليمن وزبيرها، ومصر وصعيدها، والشام
وصناديدها، والجزيرة ووليدها، سلطان القبلتين، ورب
العلامتين، وخادم الحرمين الشريفين». ورث عن أبيه صفاته
الطيبة، فكان قائدًا قديرًا، وسياسيا بارعًا، وإداريا نشيطًا،
حازمًا يدير أمور دولته بنفسه، لدرجة أنه لم يعين وزيرًا بعد
وفاة وزير أبيه، وقام بالأمر بمفرده، وكان محبا للحديث،
مشجعًا للعلماء والأدباء، فقد كان عالمًا، ينظم الشعر ويجيده.
ظل فى حكم البلاد التى تحت يديه حتى وفاته سنة
(٦٣٥هـ=١٢٣٧م)، فأخذت الدولة فى الضعف والانحلال من بعده.