للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشام وأرض الجزيرة، وخلع عليه الخلع الثمينة، فوزع

«العادل» حكم مملكته الواسعة بين أبنائه التسعة عشر نيابة

عنه؛ ليضمن وحدتها وتماسكها، فأناب ابنه «الكامل» عنه فى

«مصر»، وجعل «المعظَّم عيسى» على الشام، و «نجم الدين

أيوب» على «ميافارقين» ونواحيها، وأناب ابنه «الأشرف

مظفر» على «الولايات الشرقية». وقد ضمن «العادل» وحدة

دولته فى حياته، إلا أنه تركها إرثًا موزعًا بين أبنائه بعد

وفاته، فكان لذلك أثره الخطير فى قوة الدولة وتماسكها.

وحين سمع «العادل» بسقوط «برج السلسلة» بدمياط حزن حزنًا

شديدًا، فمرض ومات سنة (٦١٥هـ)، وكتم أصحابه خبر موته

ونقلوه إلى «دمشق»، حيث تولى ابنه «الكامل» حكم «مصر».

كان «العادل» حاكمًا عادلا، ذكيا، حليمًا، حسن التدبير، محبًا

للعلماء والأدباء ومشجعًا لهم، كما كان سياسيا محنكًا، قام

برحلات عديدة جاب بها أطراف مملكته الشاسعة، كى يضمن

استتباب الأمن والنظام، كما كان متفقدًا لأحوال أبنائه فى

الأقاليم التى أنابهم عنه فى حكمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>