[*دير الجماجم (معركة)]
كانت بين الحجاج بن يوسف الثقفى وعبد الرحمن بن محمد بن
الأشعث، وكان الحجاج قد سيَّر عبد الرحمن بن الأشعث بجيش
لغزو رتبيل بسجستان، فدخلها عبد الرحمن، واتفق مع قادة
جيشه على إخراج الحجاج من أرض العراق، بعد أن ملك
سجستان وكرمان والبصرة وفارس، ثم خرج يريد الكوفة لأن
أهلها يبغضون الحجاج، وبها عشائره ومواليه؛ فقصده الحجاج
بن يوسف فنزل ابن الأشعث دير الجماجم، وهو دير بظاهر
الكوفة، على طريق البر إلى البصرة ونزل الحجاج بإزائه بدير
قُرَّة، ووقعت الحرب بينهما، واشتدَّ القتال، ولما بلغ ذلك رءوس
القبائل عرضوا على عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين أن يخلع
الحجاج من العراق؛ ليحقن دماء المسلمين، فبعث عبد الملك إلى
العراق محمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك؛ ليعرضوا على
أهل العراق عزل الحجاج مقابل حقن الدماء، فرفض أهل العراق
وأبو إلاَّ القتال. وأخذ الفريقان يقتتلان حتى انتهت المعركة
بهزيمة عبد الرحمن بن الأشعث فى (١٤من جمادى الآخرة ٨٣ هـ
= ١٨ من يونية ٧٠٢ م) بعد مائة يوم من الحرب.