[*الأغالبة]
ينسب الأغالبة إلى «الأغلب بن سالم التميمى»، وهو عربى من
قبيلة «تميم»، التى شاركت فى القضاء على «الأمويين»،
وإقامة «الدولة العباسية»، وقد تولى «الأغلب» إفريقية فى
سنة (١٤٨هـ=٧٦٥م)، ثم استشهد بها فى حربه ضد الطامعين
بقيادة «الحسن بن حرب الكندى». إبراهيم بن الأغلب
[١٨٤هـ=٨٠٠م]: تلقى «إبراهيم بن الأغلب» - فى نشأته الأولى -
دروسه الدينية بمسجد الفسطاط على يد الإمام «الليث بن سعد»،
فلما بلغ مبلغ الشباب التحق بالجندية، ثم جاء إلى «المغرب»
وشارك فى أحداثها، ثم ظهر على مسرح الأحداث فى إفريقية -
كما سبقت الإشارة إليه - فى عهد «محمد بن مقاتل العكى».
استقل «إبراهيم» بحكم «المغرب الأدنى» عن الخلافة، وعمد إلى
إقرار الأمن والاستقرار بهذا الإقليم، فضلاً عن تعريبه، واستكمال
نظامه الإدارى، وتنمية اقتصاده، فباتت «القيروان» مركزًا من
مراكز العلم والحضارة بالدولة الإسلامية، وظهرت أهمية المدن
التابعة لها. مثل: «تونس»، و «سوسة»، و «قابس»، و «قفصة»،
و «توزر»، و «نفطة»، و «طبنة»، و «المسيلة»، و «بجاية»،
وغيرها. ولكن ذلك لم يمنع من وقوع بعض الثورات بالمنطقة،
مثل ثورة «عمران بن مجالد الربيعى» الذى جمع حوله أهل
«القيروان» فى محاولة للقضاء على حكم «الأغالبة»، ولكن
محاولتهم باءت بالفشل، حيث تصدى لهم «إبراهيم بن الأغلب»
بحزم وشدة، واستمر فى منصبه حتى وافته منيته فى شوال
سنة (١٩٦هـ= يونيو ٨١٢م)، فذكره المؤرخون بأنه كان أحسن
الولاة سيرة، وأفضلهم سياسة، وأوفاهم بالعهد، وأرعاهم
للحرمة، وأرفقهم بالرعية، وأخلصهم لأداء واجبه. أبو العباس
عبدالله بن إبراهيم بن الأغلب [١٩٦هـ=٨١٢م]: تولى «أبو العباس»
«المغرب» خلفًا لوالده، فاستقامت له الأمور واستقرت، ولكنه
انتهج سياسة ضريبية سيئة، أسفرت عن سخط الناس عليه، وظل
«أبو العباس» بالحكم مدة خمس سنوات ثم مات من جرَّاء قرحة