للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*العقاب (معركة)]

بعدموقعة الأرك عقدت هدنة بين المسلمين والنصارى سنة

(٥٩٤هـ = ١١٩٨م)، ولكن ملك النصارى ما كان ليستريح بعد

هزيمته القاسية فىتلك المعركة، ولذلك أخذ فى الاستعداد

لمعركة جديدة مع المسلمين قبل انتهاء أمد الهدنة وأعد جيشًا

ضخمًا واحتشد بكل ما يستطيع بمعاونة كاملة من ملوك النصارى

فى غرب أوربا ومن البابوية ومن نصارى إسبانيا وشجعه موت

أبى يوسف يعقوب خليفة الموحدين، وتولية خلفه أبى عبدالله

محمد الناصر الذى كان أقل كفاءة من أبيه وقد عبر الخليفة

الجديد إلى الأندلس فى ذى الحجة (٦٠٧هـ = ١٢١١م) على رأس

جيش ضخم ونزل إشبيلية ومن هناك صعد شمالى الوادى الكبير

وعسكر فى سهل تكثر فيه التلال الصغيرة ويقع غربى الحصن

المسمى بالعقاب (جمع عقبة)، وأقبل النصارى كذلك، وعسكروا

فوق هضبة الملك المشرفة على معسكر المسلمين، وقبل اللقاء

استولى النصارى على قلعة «رباح» من قائدها الأندلسى،

وعندما وصل هذا القائد إلى معسكر الناصر قتله دون تحقيق،

الأمر الذى أغضب الأندلسيين وأثَّر فى معنوياتهم. بدأ اللقاء فى

(١٥ من صفر ٦٠٩هـ = ١٦ من يوليو ١٢١٢م)، وانخذل الأندلسيون

والخارجون على المسلمين من العرب بعد قليل، وتركوا الجناح

الشرقى للمسلمين مكشوفًا فانقض عليهم النصارى وحصدوا

الألوف من متطوعة المسلمين المجاهدين من الأندلس كما حصدوا

زهرة مقاتلى الأندلس، وعددًا كبيرًا من خيرة العلماء والفقهاء

والقضاة، وكان الخطب عظيمًا حتى قيل إن الإنسان كان يتجول

فى المغرب بعد المعركة فلا يصادف شابًا قادرًا على القتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>