[*على بن دالاتو]
هو الماى الثامن والستون فى سلسلة المايات أو السلاطين الذين
حكموا سلطنة البرنو الإسلامية التى تقع أساسًا غربى بحيرة
تشاد، وامتد نفوذها لتضمَّ بلاد كانم بعد أن كانت الأسرة
الحاكمة فى كانم قد انتقلت إلى إقليم برنو قرب نهاية القرن
(١٤م) فرارًا من بطش البلالة بهم، واستقرت الأسرة الحاكمة فى
برنو واستردت نفوذها فى كثير من أنحاء كانم فى عهد الماى
إدريس ألوما قرب نهاية القرن (١٦م). وتطورت الأمور بهذه
السلطنة البرنوية حتى تعرضت فى بداية القرن (١٩م) إلى خطر
جديد هو خطر الفولانيين الزاحف عليها من حوض نهر النيجر، فقد
زحف الفولانيون واستولوا على عاصمة برنو فى (مارس سنة
١٨٠٨م)، وهربت الأسرة الماغومية الحاكمة وعلى رأسها الماى
دونمة بن الماى أحمد بن على نحو الشمال، حيث التقى هناك
بأمير من أمراء الشمال هو الشيخ محمد الأمين الكانمى، الذى
قدم المساعدة لهذا الماى الهارب، فاستعاد العاصمة فى عام
(١٨١١ م)، ولكن الفولانيين استولوا عليها مرة أخرى، فلجأ
الماى دونمة إلى الشيخ محمد الأمين الكاغى، الذى اشتد نفوذه
وأصبح هو الحاكم الفعلى للبلاد. ولما اشتدت وطأته على هذا
الماى تآمر الأخير عليه مستعينًا بسلطان سلطنة باجرمى التى
تقع جنوب بلاد كانم. وحدث أن قُتل الماى دونمة خطأ على يد
جيش باجرمى، فتقدم أخوه إبراهيم وعينه الشيخ محمد الأمين
الكانمى مايًا بشروط معينة، ولكن الماى إبراهيم كرر خطأ أخيه
فتآمر مع سلطان واداى - التى تقع شرق بلاد كانم - كى ينقذ
برنو من تحكم أسرة الشيخ محمد الأمين الكانمى، وتقدم سلطان
واداى وأباد جيش برنو فى عام (١٨٤٦م)، واشترط على الشيخ
عمر بن الشيخ محمد الأمين الكانمى الذى كان هو الحاكم الفعلى
بعد موت أبيه أن يُعيِّن على بن دالاتو - وهو أحد أمراء الأسرة
الماغومية الشرعية - فى منصب الماى، فقبل عمر بهذا الشرط.
ولما رحل جيش واداى وزال الخطر، قام الشيخ عمر بمحاربة