[*بايزيد الثانى]
هو أحد سلاطين الدولة العثمانية، تولى الحكم بعد أبيه محمد
الفاتح بعد نزاع بينه وبين أخيه «جم»، وكان الأخوان قد اختلفا
بعد وفاة والدهما فى (٤ من ربيع الأول سنة ٨٨٦هـ= ٣ من مايو
سنة ١٤٨١م)، وانتهى الصراع بينهما لصالح «بايزيد»،وفر «جم»
إلى «القاهرة»، ثم إلى «فرنسا»، ثم إلى «إيطاليا»، وقد تكفل
أخوه «بايزيد» بالإنفاق عليه فى كل مكان ذهب إليه، وقد
حاول بابا روما استخدام الأمير «جم» أداة ضغط على الدولة
العثمانية، لكنه لم يعش طويلاً. عُرف «بايزيد» بلقب الولى أو
الصوفى، لأن حروبه ضد «أوربا» لم تكن فى مستوى من
سبقوه فى حكم الدولة العثمانية، لكن كانت له حملات على
«المجر» و «البغدان» و «بلجراد»، كما كانت له معارك فى
«الأناضول»، وصدام مع المماليك، لكن «يحيى الثالث» سلطان
«تونس» قام بالوساطة بين الدولتين. وقامت فى عهده أول حملة
عثمانية فى غربى «البحر المتوسط»، بهدف مساعدة المسلمين
فى «الأندلس»، ودخلت هذه الحملة المياه الإسبانية، واستولت
على ميناء «مالقة» الذى كان الإسبان قد استولوا عليه من
مسلمى «الأندلس» قبل أشهر. وبعد سقوط «غرناطة» فى أيدى
الإسبان سنة (٨٩٧هـ= ١٤٩٢م) انتشر نحو (٣٠٠) ألف مسلم على
سواحل «إسبانيا»، وقد قامت السفن العثمانية بنقل هؤلاء إلى
«فاس» و «الجزائر»، وأنقذتهم من المصير المؤلم الذى تعرَّض له
المسلمون بالداخل، وظلَّت هذه الحملات تتتابع، وقاد أغلبها
«كمال رئيس» نحو (٢٣) سنة حتى استشهد أثناء عودته من حملة
على «إسبانيا» سنة (٩١٧هـ= ١٥١١م). عقد «بايزيد الثانى»
صلحًا مع «أوربا» لمدة عشرين سنة تقريبًا، وكان السبب فى
ذلك انشغال الدولة العثمانية بتحركات الشاه «إسماعيل
الصفوى»، الذى جعل «إيران» دولة شيعية، وكوَّن جيشًا قويا،
ووسع حدوده، وتفوق على المماليك عسكريا واقتصاديا، وعمل
على التوسع على حساب الدولة العثمانية، والتحالف مع «أوربا»