[*يوسف بن عبدالرحمن الفهرى]
أحد ولاة الأندلس، تولى الحكم سنة (١٢٩هـ = ٧٤٧م) دون
مصادقة من إفريقية أو من دمشق التى كانت قد بدأت فترة من
الضعف فلم تتمكن الخلافة من الإشراف على الولايات، واستقلت
الأندلس بشئونها. استقل «يوسف» بولاية الأندلس نحو عشرة
أعوام، واتفق مع «الصميل ابن حاتم» زعيم المضرية على أن
يتداولا السلطة فيما بينهما، لكن الأمور لم تستقر، وتجدد النزاع
بين المضرية واليمنية، ولم تستقر الأوضاع ليوسف إلا بعد مقتل
زعيم اليمنية سنة (١٣٠هـ = ٧٤٨م). وقد حاول «يوسف» إصلاح
الدولة، فنظم شئونها المالية، وقسم البلاد إلى خمس ولايات
إدارية على نحو ماكانت عليه زمن القوط، كما عنى بتنظيم
الجيش وإصلاحه، والقضاء على خصومه، وشغلت الخلافة
بمشاكلها عن الأندلس. ثم ظهر فى شمال البلاد رجل يدعى
«عامر بن عمرو بن وهب العبدرى»، وبدأ يراسل الخليفة
العباسى «أبا جعفر المنصور»، وعين نفسه واليًا على الأندلس،
وأصبح الشمال فى قبضته، وخرج عن سلطان «يوسف» الذى
توجه إلى «سرقسطة»، وحاصرها بشدة سنة (١٣٧هـ = ٧٥٤م)
حتى استسلم «عامر»، ثم اتجه «يوسف» بعد ذلك إلى «طليطلة».
وفى طليطلة جاء رسول من قرطبة بخبر مؤداه أن فتىً من بنى
أمية يدعى «عبدالرحمن بن معاوية» قد نزل فى ثغر المنكب
بالأندلس، واجتمع حوله أشياع بنى أمية فى كورة غرناطة،
وأن دعوته انتشرت بسرعة فى الجنوب، وقد ذاع هذا الخبر فى
جند يوسف فأحدث فزعًا واضطرابًا، وتفرق عنه جنده، فاضطر
هو و «الصميل» بالعودة بمن معهما متوجهين إلى قرطبة؛
لمواجهة هذا الخطر الداهم، وكان ذلك سنة (١٣٨هـ= ٧٥٥م).