[*جامع عمرو بن العاص]
هو أول مسجد شُيِّدَ فى مصر الإسلامية. أنشأه الصحابى الجليل
عمرو بن العاص - رضى الله عنه - بعد فراغه من فتح الإسكندرية
سنة (٢١هـ). ويُعرف جامع عمرو بتاج الجوامع والجامع العتيق،
وكان فى أول أمره غاية فى البساطة وكانت مساحته لا تتعدى
(٥٠× ٣٠) ذراعًا، وكان عند إنشائه بدون صحن، وقد ظل على
مساحته هذه حتى سنة (٥٣هـ)، حيث زاد والى مصر مسلمة بن
مخلد الأنصارى مساحته، وأنشأ به (٤) صوامع للمؤذنين وتم
تزيينه، كما وسعه قرَّة بن شريك سنة (٩٣هـ)، فهدمه وزاد
مساحته وأقام به محرابًا، وتوالت عليه بعد ذلك الإصلاحات
والتوسُّعات؛ فقام عبد الله بن طاهر والى مصر بتوسعته،
وأصبحت مساحته (١١٢.٥ × ١٢٠.٥) متر، وهى مساحته الحالية.
ولم يكن جامع عمرو لأداء الفرائض به فقط، بل كان جامعة تعقد
فيها حلقات العلم التى كان يلقيها كبار العلماء، وبذلك يكون
جامع عمرو قد سبق الأزهر بعدة قرون فى هذا المضمار. وكانت
الدروس تلقى فيه تطوعًا بدون أجر. كما كان مجلسًا للقضاء
لفضِّ المنازعات الشرعية والمدنية، وكان به بيت المال فى بعض
الفترات. ولم ينقطع التدريس عن جامع عمرو إلا فى القرن التاسع
الهجرى، ويقال: إن عدد الصحابة الذين وقفوا فى قبلة مسجد
عمرو بن العاص ثمانون صحابيًّا، منهم: الزبير بن العوام وعبادة
بن الصامت. وتجرى حاليًّا (١٩٩٧ م) فى المسجد عمليات ترميم؛
نظرًا إلى تهدم بعض جوانبه.