للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*الصفوية (دولة)]

ينتسب الصفويون إلى «صفى الدين الأردبيلى» الذى عاش فى

الفترة من (٦٥٠هـ = ١٢٥٢م) إلى (٧٣٥هـ = ١٣٣٤م)، وهو أحد

شيوخ الصوفية، وقد درس فى مطلع حياته العلوم الدينية

والعقلية فى موطنه، ثم ارتحل إلى «شيراز»، واتصل بالشاعر

المعروف «سعدى الشيرازى»، ثم رحل إلى «أردبيل» ومنها إلى

«كيلان»، ودخل فى زمرة الشيخ «زاهد الكيلانى» وتزوج ابنته،

وخلفه فى الطريقة، وعهد إلى أبنائه وأتباعه بالعمل على جذب

الأتباع والدراويش، والاجتهاد فى نشر طريقتهم والدعاية لها،

وكان هؤلاء ينتسبون إلى المذهب الشيعى. الوضع الداخلى:

شهدت «إيران» فترة عصيبة ضاعت فيها حقوق المواطنين،

وساءت معاملتهم، فى الفترة التى سبقت قيام «الدولة

الصفوية»، فمهد ذلك الطريق أمام شيوخ الصفويين، وتحولوا من

أصحاب دعوة وشيوخ طريقة إلى مؤسسى دولة لها أهدافها

السياسية والمذهبية. وكانت «إيران» - آنذاك - مقسمة إلى عدة

أجزاء، يحكمها عدة حكام، ويستقل كل منهم بما تحت يديه،

فعاش الناس حياة قلقة يشوبها الصراع على الحكم، وبحثوا عن

مخرج لذلك ناشدين الراحة والهدوء، فلم يجدوا أمامهم سوى أن

يكونوا مريدين وأتباعًا لشيوخ الصفويين وطريقتهم، وذلك فى

الوقت الذى آلت فيه رئاسة الأسرة الصفوية إلى «إسماعيل»،

الابن الثالث لحيدر حفيد الشيخ «صفى»، فأسس «إسماعيل»

«الدولة الصفوية» فى عام (٩٠٧هـ = ١٥٠٢م)، ثم دخل «تبريز»

وأعلن نفسه فيها ملكًا على «إيران»، وتلقب بأبى المظفر شاه

إسماعيل الهادى الوالى، وأصدر السكة باسمه، وفرض المذهب

الشيعى، وجعله المذهب الرسمى لإيران بعد أن كانت تتبع

المذهب السنى، وقال حين أعلن ذلك: «لا يهمنى هذا الأمر،

فالله، وحضرات الأئمة المعصومين معى، وأنا لا أخشى أحدًا،

وبإذن الله - تعالى - لو قال واحد من الرعية حرفًا، فسأسحب

سيفى، ولن أترك أحدًا يعيش». وأمر المؤذنين أن يزيدوا فى

الأذان عبارتَى: «أشهد أن عليا ولى الله»، و «حى على خير

<<  <  ج: ص:  >  >>