للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*دنقلة]

إقليم سودانى يقع جنوب جندل النيل الثالث مباشرة على بعد

(١٤٠ كم). وكانت منزلا لملك النوبة على شاطئ النيل، ولها

أسوار عالية مشيدة بالحجارة. وكانت تمثل إحدى الوحدات

الإدارية قبل استقلال السودان. ودنقلة اليوم بالاشتراك مع

مديريتى حلفا وبربر تكوّن ما يُعرف باسم المديرية الشمالية،

وسكانها نوبيون من الدناقلة والجعليين والشايقية، وقد تأثروا

بالعرب الذين يحيطون بهم من كل جهة. ويعد السهل النيلى

الفسيح الذى يشق الإقليم، مشجعًا على الاستقرار والزراعة فى

الإقليم، باستخدام السواقى، كما تكثر به كروم النخيل

المشهورة بتمورها الجافة. وقد شهدت دنقلة عددًا من الحضارات

القديمة والوسيطة، وتوجد بها آثار فرعونية من أهرامات

ومعابد، تدل على امتداد النفوذ المصرى؛ ومن ثم الحضارة

المصرية القديمة إليها. ودخلت المسيحية هذا الإقليم، وقامت

مملكتان مسيحيتان، عرفت الأولى بمملكة مقرة وعاصمتها دنقلة

القديمة، وعرفت الثانية بمملكة علوة وعاصمتها سوية. ودام

الحكم المسيحى فى دنقلة حتى القرن الرابع عشر الميلادى. وقد

فتحها عبد الله بن سعد بن أبى السرح، فى خلافة عثمان بن

عفان، رضى الله عنه، سنة (٢٠ هـ)، وعقد مع ملكها قليدرون

معاهدة تتضمن دفع الجزية، والعناية بأمر المسجد الذى بناه

المسلمون بالمدينة. ودخلت بلاد النوبة بما فى ذلك دنقلة فى

الإسلام منذ القرن الرابع عشر الميلادى، إبان حكم السلطان

الناصر محمد بن قلاوون، وحكمها أحد ملوكها ممن اعتنقوا

الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>