[*الهوسا (إمارات)]
تشمل بلاد «الهوسا» ما يعرف الآن بنيجيريا الشمالية، وجزءًا
من جمهورية «النيجر»، وكانت تقع فى العصور الوسطى فى
المنطقة المحصورة بين سلطنتى «مالى» و «صنغى» غربًا،
وسلطنة «البرنو» شرقًا، تحدُّها من الشمال بلاد «أهير»
والصحراء الكبرى، ومن الجنوب ما يعرف الآن بنيجيريا الجنوبية.
و «الهوسا» (أو الحوصا) مصطلح يطلق على الذين يتكلمون بلغة
«الهوسا»، ولذلك فليس هناك جنس يمكن أن يتسمى بهذا الاسم؛
إذ إن الهوسويين لاينحدرون من دم واحد، بل جاء أغلبهم نتيجة
امتزاج حدث بين جماعات قَبَلِيَّة وعِرْقِية كثيرة، أهمها:
السودانيون. أهل البلاد الأصليون، والطوارق من البربر،
والفولانيون وغيرهم. ونتج عن هذا الامتزاج هذا الشعب الذى
أصبح يتكلم لغة واحدة، هى لغة «الهوسا» التى انتشرت
انتشارًا كبيرًا فى إفريقيا الغربية، حتى أصبحت لغة الناس
والمعاملات المالية والتجارية. وعلى الرغم من أن المتكلمين بلغة
«الهوسا» فى هذا الجزء من القارة الذى يعرف الآن بنيجيريا
كانوا يعيشون متجاورين، ويتكلمون لغة واحدة، ويدين معظمهم
بالإسلام، فإنهم لم يعيشوا تحت حكم دولة واحدة، بل كَوَّنُوا
سبع إمارات صغيرة، تُعرف باسم إمارات أو ممالك «الهوسا»،
وهى: «كانو»، و «كاتسينا»، و «زاريا»، و «جوبير»، و «دورا»،
و «رانو»، و «زمفرة». ويرى بعض الباحثين أن «دورا» هى أقدم
هذه الإمارات، وأن دماء أهلها وافدة من «مصر العليا»
و «الحبشة» وبلاد العرب، و «كاتسينا» التى كانت تتوسط هذه
الإمارات، و «زاريا» أوسعها أرضًا، و «كانو» أغناها، و «جوبير»
أجدبها، وتقع فى شماليِّها. وعلى ذلك فقد كانت كل إمارة من
هذه الإمارات مستقلة عن الأخرى، وكانت الحروب تندلع فيما
بينها فى فترات كثيرة؛ نتيجة لأطماع حكامها فى فرض
سيطرتهم، كل على الآخر؛ أو نتيجة لتحالف أحدهم مع القوى
الكبيرة المجاورة لبلاد «الهوسا» وهى: دولة «البرنو» الإسلامية