*صالح عليه السلام (نبى)
هو صالح بن عبد بن ماسح. بعثه الله تعالى إلى ثمود، وهى
قبيلة عربية ترجع جذورها إلى من نجا من قوم عاد. وكانت ثمود
تسكن منطقة تسمى الحجر، تقع بين الحجاز وتبوك. وقد
أحسن الله إلى قوم ثمود، وأنعم عليهم بنعم كثيرة، ومَكَّنَ لهم
فى الأرض، ولكنهم جحدوا تلك النعم، وطغوا وتجبروا، وانحرفوا
عن دين الله، فأرسل الله تعالى نبيَّه صالحًا - عليه السلام -
يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك الشرك والأوثان، ولكنهم
كذَّبوه، وتعرضوا له ولمن آمن معه بالإيذاء، وازدادوا عصيانًا
وكفرًا. وأراد الكافرون أن يُعجزوا نبى الله صالحًا فطلبوا منه
أن يأتيهم بمعجزة تدلُّ على صدق نبوَّته، وتحدَّوه أن يُخْرِج لهم
ناقة من قلب الصخر. فدعا صالح ربَّه أن يؤيده بتلك المعجزة،
لعلهم يؤمنون، ويتوبون إلى ربهم، فاستجاب الله لدعاء نبيه،
وأخرج لهم ناقة من الصخر، وأخبرهم صالح أن عليهم أن
يشربوا من الماء يومًا ويتركوا الناقة تشرب يومًا، ثم أمرهم بعدم
إيذاء الناقة أو التعرض لها بسوء. ولكنهم عزموا على التخلِّص
من تلك الناقة فتربصوا بها ذات يوم وذبحوها، فتوعدهم صالح
بأن الله سيصيبهم بالعذاب الشديد بعد ثلاثة أيام، فسخروا منه،
وازدادوا إيذاءً له ولمن آمن به. وبعد مرور الأيام الثلاثة استيقظ
قوم ثمود على أصوات عالية رهيبة، وزلزلة شديدة، وتهاوت
البيوت، وتهدمت القصور، وسيطر الرعب والفزع على الكافرين،
فأسرعوا يحاولون الفرار، وانطلقوا يَعْدُون فى كل اتجاه، ولكن
الدمار والهلاك كان ينتظرهم فى كل مكان. وحفظ الله تعالى
نبيَّه صالحًا والمؤمنين الذين أسلموا معه، ونجَّاهم من ذلك العذاب
وتلك الأهوال، فهاجروا إلى قرية أخرى - بعد أن عمَّ الخراب
والدمار تلك القرية الظالمة - لينشروا دعوة الحق وكلمة التوحيد
فى أرض جديدة.