للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

*عصر الولاة

- الولاة فى العصر الأموى:

تعد فترة تبعية المغرب للخلافة (عصر الولاة) - والتى تمتد من سنة

(٩٦هـ = ٧١٥م) إلى سنة (١٨٤هـ =٨٠٠م) - من أهم الفترات وأخطرها

فى تاريخ المغرب الإسلامى، وقد اختلفت هذه الفترة عن سابقاتها،

لأن فترة الفتح كان يغلب عليها النشاط العسكرى، واتسمت بالامتداد

والانحسار، والخوف والاضطراب، ولم يعرف المسلمون شيئًا من

الاستقرار بالمغرب إلا بعد تأسيس مدينة «القيروان» على يد «عقبة بن

نافع»، ثم تمَّ لهم الاستقرار بفضل جهود: «زهير بن قيس»، و «حسان

بن النعمان»، و «موسى بن نصير».

وقد اتسم عصر الولاة بسمات وصفات معينة؛ فهو عصر الاستقرار

العربى على أرض «المغرب»، ووضح فيه موقف الخلافة من المنطقة،

وما ترتب على ذلك من علاقة بين الخلافة والولاة، فضلا عن علاقة

الولاة بسكان هذه البلاد، يضاف إلى ذلك الأوضاع السياسية المختلفة

التى ترتبت على هذه العلاقات؛ حيث ثار «المغرب الأقصى» وانفصل

عن «الخلافة الأموية»، ثم انتقلت عدوى الثورة إلى المغربين الأوسط

والأدنى، وبذلت «الخلافة العباسية» جهودًا كبيرة، وأموالا طائلة،

ورجالا كثيرين، فى سبيل الحفاظ على هذه الأقاليم، ولكن الأمور

أسفرت عن مجرد سلطة اسمية للخلافة العباسية على «المغرب

الأدنى» مُمثَّلة فى قيام «دولة الأغالبة»، وقامت دويلات مستقلة

بالمغربين الأوسط والأقصى.

وسوف نعرض تاريخ هذا العصر، ونستعرض تاريخ ولاته، وهم:

- محمد بن يزيد:

استشار الخليفة «سليمان بن عبدالملك» فيمن يصلح لولاية إقليم

المغرب، فأشار عليه المحيطون به بمحمد بن يزيد مولى قريش، لما

يتمتع به من صفات الفضل والحزم، فوقع عليه اختيار الخليفة

«سليمان بن عبد الملك»، ومنحه ولاية «المغرب» وأوصاه بقوله: «يا

محمد بن يزيد اتق الله وحده لاشريك له، وقم فيمن وليتك بالحق

والعدل. اللهم اشهد عليه»، فعمل «محمد» بهذه الوصية منذ تولى

<<  <  ج: ص:  >  >>