[*نور بن مجاهد]
هو الأمير نور بن الوزير مجاهد الذى كان أحد وزراء الإمام أحمد
بن إبراهيم الغازى المعروف باسم أحمد جران أو أحمد العزين:
أى الأشول، والذى غزا مملكة الحبشة وطارد ملكها لبنا دنجل
حتى مات مغمومًا حزينًا، وخلفه ابنه كلاديوس الذى استعان
بالبرتغاليين وتمكن من هزيمة الإمام أحمد وقتله فى بداية عام (
١٥٤٣م)، وبموته انهارت المقاومة الإسلامية التى تزعمها هذا
الإمام، وبدأ الانهيار الفعلى لسلطنة عدل التى كانت تقود هذه
المقاومة من مدينة هرر مركز الإمام، وحاولت أرملته وبعض
وزرائه الانتقام من الأحباش واستعادة نفوذهم الذى ضاع فى
ممالك دوارو وفطجار وبالى ولكنهم هزموا. ورغم ذلك لم يهدأ
المسلمون والتفوا حول نور بن الوزير مجاهد ابن أخت الإمام
أحمد وانتخبوه إمامًا لهم فى عام (١٥٥٢م) وأسموه صاحب
الفتح الثانى. فقد قام هذا القائد أو هذا الإمام الجديد. بتحصين
مدينة هرر التى كانت منذ عهد الإمام أحمد مركزًا للمقاومة
الإسلامية ضد الأحباش، وبنى سورها الذى لايزال يحيط بها إلى
الآن، وكانت محاولاته فى غزواته الأولى غير موفقة، ولكن
سرعان ما تغير الموقف عندما أصبحت مملكة الحبشة مهددة
بزحف قبائل الجالا جنوبًا ومن الشمال بواسطة الأتراك
العثمانيين. وكانت قبائل الجالا الوثنية قد انتهزت فرصة الفراغ
السياسى الذى حدث فى المنطقة بعد مقتل الإمام أحمد وأغارت
على دوارو وبالى فى عام (١٥٤٧م)، وهاجمت جنوب الحبشة
وتوغلت فيها، وفى الوقت نفسه تمكن العثمانيون على مصوع
وحرقيقو وتوغلوا داخل أريتريا، بينما كان نور بن مجاهد يعزز
قواته، اشتبك مع قوات ملك الحبشة جلاوديوس فى معركة انتصر
فيها نور انتصارًا مبينًا؛ حيث هزم قوات هذا الملك الحبشى وقتله
فى (مارس عام ١٥٥٩م)، واسترد كثيرًا من الممالك الإسلامية التى
كانت قد وقعت تحت نير الأحباش بعد مقتل الإمام أحمد جران؛
ولذلك سمَّاه المسلمون الزيالعة بصاحب الفتح الإسلامى. وظل