[*صفين (معركة)]
بعد معركة «الجمل» توجه «على ابن أبى طالب» بجيش يبلغ
عدده نحو مائة ألف إلى «صفين»، واستعد «معاوية» لمقابلته
بجيش يقاربه فى العدد، ودارت بينهما معركة شرسة فى شهر
صفر سنة (٣٧هـ) قُتِل فيها من الجانبين نحو سبعين ألفًا، خمسة
وعشرين ألفًا من جيش «على»، وخمسة وأربعين ألفًا من جيش
«معاوية»، ولما رأى الناس كثرة القتلى من الجانبين تنادوا
يطلبون وقف القتال، فجعل أهل «العراق» (جيش «على»)
يصيحون فى أهل الشام (جيش «معاوية») قائلين: من لثغور
«العراق» إن فنى أهل «العراق». ويرد الآخرون: من لثغور الشام
إن فنى أهل الشام. ومن هنا جاءت فكرة التحكيم. رفع جيش
«معاوية» المصاحف للاحتكام إليها، ووقف القتال فورًا، بدلا من
سفك الدماء، وكانت فكرة التحكيم من عند «عمرو بن العاص»،
وقد قبلها الطرفان، وأوقفت الحرب، بعد أن فزع الناس لكثرة
عدد القتلى. أوقفت الحرب، وطلب من «على» و «معاوية» أن
ينيب كل منهما شخصًا يتفاوض باسمه، للفصل فى القضايا محل
الخلاف، فأناب «معاوية» «عمرو بن العاص»، وأناب «على»
«أبا موسى الأشعرى»