[*البساسيرى]
هو «أبو الحارث أرسلان المظفَّر بن عبدالله» المعروف
بالبساسيرى، من أكابر العسكريين الأتراك فى «بغداد» فى
أواخر العهد البويهى، وكان يقوم بدور الحاكم العسكرى لمدينة
«بغداد»، ويعد صاحب النفوذ الأكبر فى دار الخلافة، وقد كانت
هناك خصومة شديدة بينه وبين «أبى القاسم بن المسلمة» (على
بن الحسن بن أحمد) وزير الخليفة «القائم بأمر الله»، فاتهمه
الوزير بالخيانة، واتصاله بالفاطميين فى «مصر» لميوله
الشيعية، ولما تبين ذلك للخليفة «القائم بأمر الله» خشى أثر
موقف «البساسيرى» على مستقبل «الخلافة العباسية»، فاتصل
بالسلطان السلجوقى «طغرل بك»، وطلب منه القدوم إلى
«بغداد» للاستيلاء على السلطة فيها ووضع حد لمحاولات
«البساسيرى» الخطيرة ولعجز البويهيين عن إدارة شئون الدولة
فاستجاب السلطان السلجوقى وتقدم بجنوده نحو «بغداد»،
وأمر الخليفة بأن يُخطَب له على منابرها، قبل دخولها فى (٢٥
من رمضان سنة ٤٤٧هـ = نوفمبر سنة ١٠٥٥م) بثلاثة أيام، وتم
القبض على «الملك الرحيم» آخر ملوك البويهيين. عندما دخل
«طغرل بك» «بغداد» اضطر «البساسيرى» إلى تركها، وبدأ
يجمع حوله عددًا من الأنصار الساخطين على الأوضاع فى دار
الخلافة، واستطاع الاستيلاء على «الموصل» سنة (٤٤٨هـ =
١٠٥٦م)، وخطب فيها للخليفة «المستنصر الفاطمى»، ثم مد
نفوذه إلى «الكوفة» و «واسط»، وأغرى «إبراهيم ينَّال» - وهو
أخو «طغرل» لأمه - بالانشقاق على أخيه ليضمن انشغاله عنه
بفتنة أخيه. وقد أمد «المستنصر الفاطمى» «البساسيرى» بما
يدعم موقفه ويمكنه من مد نفوذه، فاستطاع فى (الثامن من ذى
القعدة سنة ٤٥٠هـ= السابع والعشرين من ديسمبر ١٠٥٨م) أن
يدخل «بغداد» بجيوشه، ويخطب فيها للخليفة الفاطمى، وخضعت
«بغداد» للخلافة الفاطمية بمصر، واضطر الخليفة العباسى
«القائم بأمر الله» ووزيره «ابن المسلمة» أن يضعا نفسيهما تحت
حماية أحد أعوان «البساسيرى»، واسمه «قريش بن بدران»،