[*المنذر بن محمد]
أحد حكام الأندلس فى فترة الإمارة الأموية، تولى الحكم فى
(٢٧٣هـ = ٨٨٦م) خلفاً لأبيه محمد بن عبد الرحمن الأوسط، وكان
«المنذر» ولى عهده ومحل ثقته، وفارسًا شجاعًا، وقائدًا متميزًا
اعتمد عليه أبوه كثيرًا فى مواجهة المشاكل ومحاربة العصاة
وقيادة الحملات. وفى أول ولاية «المنذر» عادت «طليطلة» إلى
الثورة كعادتها، وانضم إلى أهلها كثير من البربر، فأرسل
الأمير حملة قضت على الثورة وقتلت الألوف، وفى العام نفسه
قام حاكم الثغر الأعلى بغزو «ألبة والقلاع» ودخل فى حرب ضد
النصارى وهزمهم، لكن أعظم ماكان يشغل «المنذر» هو القضاء
على «ابن حفصون»، بعد أن استفحل خطره وانتشر سلطانه فى
نواحٍ كثيرة وانضم إليه المغامرون والثائرون والعصاة فى كل
الأندلس. وكان «ابن حفصون» صاحب دعوة سياسية تبغض العرب
والبربر معًا، وعنده نزعة إلى الاستقلال والتحرر؛ لأن العرب
حملوا الناس فوق طاقتهم وزادوهم رهقًا وهو إنما قام ليثأر لهم،
وقد لقيت دعوته استجابة لدى سكان المناطق الجبلية خاصة،
وكان الرجل متواضعًا يكرم الشجعان، فساعد ذلك على التفافهم
حوله. وقد أرسل «المنذر» بعض قواته، فاستردت قسمًا من
الحصون التى كان «ابن حفصون» قد سيطر عليها، وفى ربيع
(٢٧٤هـ = ٨٨٧م) خرج «المنذر» بنفسه مصممًا على القضاء على
«ابن حفصون» واجتثاث ثورته من جذورها، وقد نجح فى فتح
بعض الحصون، وأسر بعض أعوان ذلك الثائر، وبعث بهم إلى
قرطبة حيث صلبوا، بينما بقى «ابن حفصون» ممتنعًا بجبال
«بيشتر». ولما شدد «المنذر» حصاره وقطع كل علاقات «ابن
حفصون» بالخارج، لجأ «ابن حفصون» إلى الحيلة والخديعة
وطلب الصلح على أن يسير ومعه أهله وولده إلى «قرطبة»
فوافق الأمير وبعث إليه فى قلاعه بكل ما طلبه من الأدوات
ووسائل النقل، وتم رفع الحصار، وعاد الأمير بجيشه إلى
قرطبة. ولما لم يكن «ابن حفصون» وفيا؛ فقد هرب فى جنح