[*طومان باى الثانى]
آخر سلاطين دولة المماليك فى مصر والشام، تولى حكم البلاد
سنة ٩٢٢هـ=١٥١٦م بعد مقتل «الغورى» بالشام فى موقعة مرج
دابق، حيث استقر الرأى على تعيين «طومان باى» ابن أخيه
سلطانًا على «مصر»، فى فترة كانت شديدة الحرج فى تاريخ
«مصر»؛ إذ سيطر العثمانيون على الشام، وساءت الأحوال بمصر
بعد هزيمة «مرج دابق»، ولم يكتفِ العثمانيون بما حققوا، بل
يمموا شطر «مصر» فى محاولة منهم للسيطرة عليها. حاول
«طومان باى» السيطرة على الموقف، وقام بعدة أعمال فى
سبيل تحقيق ذلك، وفض الخصومة التى كانت قائمة بين المماليك
وصالح بينهم، وساعده فى ذلك حب الشعب له لإخلاصه ووفائه
وتفانيه فى خدمة المسلمين. باءت كل محاولات «طومان باى»
بالفشل فى إعادة المماليك إلى قوتهم الأولى التى كانوا عليها
فى عصور النهضة، فقد أنهكتهم الاضطرابات، وقضت على
وحدتهم الفتن، فانتهى الأمر بهزيمتهم على أيدى العثمانيين
فى موقعة «الريدانية» الشهيرة فى ظاهر «القاهرة»، ودخل
العثمانيون «مصر»، وحاول المصريون مساندة «طومان باى»
فى هذه الظروف لحبهم الشديد له، إلا أنهم لم يستطيعوا إيقاف
زحف العثمانيين على «مصر»، فخرج «طومان باى» إلى
«مديرية البحيرة» فى محاولة منه لاستجماع قوته وجنوده،
ولكن العثمانيين تمكنوا منه وقبضوا عليه، ثم شنقوه على «باب
زويلة» سنة (٩٢٣هـ=١٥١٧م)، بعدما بذل كل جهوده وأدى واجبه
فى سبيل الدفاع عن دولته، إلا أن ظروف عصره لم تمكنه من
تحقيق ما أراد، فسقطت بذلك دولة المماليك ونظامهم، ودخلت
«مصر» مرحلة جديدة باتت فيها تحت حكم العثمانيين.