[*المهدى بن تومرت]
هو محمد عبد الله بن تومرت المصمودى البربرى، أبو عبد الله،
الملقب بالمهدى: واضع أسس الدولة المؤمنية الكومية، وُلِد ونشأ
فى قبيلة هرغة من المصامدة من قبائل جبال السوسى بالمغرب
الأقصى، ثم رحل إلى المشرق طالبًا للعلم سنة (٥٠٠ هـ)، ولقى
الغزالى وإلكيا الهراسى وأبا بكر الطرطوشى، وجاور بمكة،
وحصَّل طرفًا جيدًا من العلم، وكان ناسكًا مهيبًا متقشِّفًا
مخشوشنًا أمَّارًا بالمعروف كثير الإطراق متعبدًا يتبسم لمن لقيه،
وكان شجاعًا جريئًا فصيحًا عاقلاً بعيد الغور، جمع فى شخصه
رجل الدين ورجل العلم ورجل السياسة، أخذ من كل مدرسة من
مدارس الفكر ومن المذاهب الفقهية ما يتواءم مع شخصيته
ومعتقداته ويتلاءم مع أهدافه، التقى بعبد المؤمن بن على
الكومي، واتفق معه على الدعوة إليه، واتخذ أنصارًا رحل بهم
إلى مراكش، فحضر مجلس ابن تاشفين، فأنكر عليه بدعًا
ومنكرات، ثم نزل بموضع حصين من جبال تينملل فجعل يعظ
سكانه حتى أقبلوا عليه، واشتهر فيهم بالصلاح، فحرضهم
على عصيان ابن تاشفين فقتلوا جنودًا له، وتحصنوا وقوى بهم
أمر ابن تومرت، وتلقب بالمهدى القائم بأمر الله، ولكن المنية لم
تمهله حتى يفتتح مراكش؛ حيث إنها عاجلته فى جبل تينملل،
وجاء بعده صاحبه عبد المؤمن فكانت الفتوحات على يده.