[*سعد الدين (سلطان أوفات)]
هو سعد الدين أبو البركات محمد بن أحمد حرب أرعد بن على بن
صبر الدين الأول، من أسرة عمر ولشمع القرشية التى أقامت
سلطنة أوفات الإسلامية شرق الحبشة حوالى منتصف القرن (١٣
م)، وكان سعد الدين محمد آخر سلاطين هذه الأسرة الذين حكموا
هذه السلطنة. فقد حكمها (٢٩) عامًا فى الفترة (٧٧٦ - ٨٠٥ هـ =
١٣٧٤ - ١٤٠٢ م) وذلك عقب استشهاد أخيه حق الدين الثانى
أثناء جهاده ضد ملك الحبشة، فقام سعد الدين باتباع السياسة
نفسها، وجاهد الأحباش وكانت الحرب سجالاً بينهما فى معظم
الأحيان. واستطاع سعد الدين أن يجند كثيرًا من المجاهدين
فتعددت غاراته واتسعت مملكته، ولكنه هزم فى بعض المواقع،
ثم حقق نصرًا مبينًا على داود ملك الحبشة وأسر من كان معه من
جند كثير، كما أحرز نصرًا آخر فى مكان يسمى زمدوة وغنم
غنائم وفيرة. وقد شجعته هذه الانتصارات على الزحف على
مملكة بالى الإسلامية، التى كانت تدين بالطاعة للأحباش،
فانتصر على من كان فيها من جند ملك الحبشة رغم كثرتهم وقلة
جنده، وكان القتلى منهم كثيرون لدرجة أن رءوسهم كانت
تغطى ميدان المعركة، بخلاف الأسرى الذين كانوا لايحصون
عددًا. فقام ملك الحبشة داود وزحف على أوفات وهزم أحد قواد
سعد الدين، وتتابعت الهزائم حتى هلك أكثر جند سعد الدين
وتقهقر إلى جزيرة زيلع فحاصره ملك الحبشة وقطع عنه الماء
حتى يستسلم، ولكنه ظل يقاوم الأحباش حتى أرشدهم على
مخبئه أحد الخونة، فهاجمه الأحباش بغتة وقتلوه وسيفه فى يده
فمات شهيدًا فى عام (٨٠٥ هـ = ١٤٠٢ م)، وبعد حياة حافلة
بالجهاد ضد هيمنة الأحباش، وتمسكًا بالاستقلال والحرية،
ودفاعًا عن الإسلام والمسلمين. ولم تكن هزيمة سعد الدين إلا
بسبب قلة عدد الفرسان فى جيشه، ولعدم اتحاد ممالك الزيلع
الإسلامية وتفرقها وطاعة بعضها لملك الحبشة، مما مكنه من
الانتصار فى النهاية على سعد الدين وقتله والقضاء على سلطنة