[*المختار الثقفى]
هو المختار بن أبى عبيد بن مسعود الثقفى. أسهم إسهاماً كبيراً
فى الأحداث السياسية والدينية والاجتماعية فى الدولة الإسلامية
فى عهد بنى أمية. وُلِد سنة (١هـ = ٦٢٢م) بالطائف، ثم انتقل
منها إلى المدينة مع والده، وظل بها حتى خرج مع على بن أبى
طالب، رضى الله عنه، إلى العراق، وسكن فى البصرة، ولما
قتل الحسين، رضى الله عنه، سنة (٦١هـ = ٦٨٠ م) قبض عليه
عبيد الله بن زياد لتشيعه، وجلده، ونفاه إلى الطائف. وفى سنة
(٦٤هـ = ٦٨٣م) خرج عبد الله بن الزبير مطالباً بالخلافة بعد موت
يزيد بن معاوية، فبايعه المختار الثقفى، واستأذنه فى أن يدعو
له فى الكوفة، ولكنه ما إن وصل إليها حتى دعا لابن الحنفية،
وجعل همه إبادة قتلة الحسين. والتف حوله كثيرون استطاع بهم
أن يستولى على الكوفة والموصل، وتتبع قتلة الحسين حتى
أفناهم، وأرسل جيشاً إلى مكة لإنقاذ محمد بن الحنفية وعبد
الله بن عباس عندما حاصرهما عبد الله بن الزبير فى شِعْب مكة.
وتجهز مصعب بن الزبير أمير البصرة لحرب المختار، ونشبت
بينهما عدة معارك انتهت بحصار المختار فى قصر الكوفة، وقُتِل
هو ومن معه فى (١٤من رمضان ٦٧هـ = ٣من أبريل ٦٨٧م).